بعد زلزال تركيا وسوريا المدمر.. مبانٍ مقاومة للزلازل بتقنيات البناء الحديث

بعد زلزال تركيا وسوريا المدمر.. مبانٍ مقاومة للزلازل بتقنيات البناء الحديث

زلزال تركيا وسوريا

أملاك- خاص: أثار زلزال تركيا وسوريا المُدمر الذي أسفر عن مقتل أكثر من 30 ألف شخص في البلدين، الاهتمام بتقنيات البناء الحديث التي تستطيع الصمود أمام الهزات الأرضية وتجنبا للكوارث المستقبلية، على غرار التقنيات التي استخدمتها اليابان وغيرها من الدول عند تشييد مبانيها، وتحولت آلاف البيوت والمباني في تركيا وسوريا إلى ركام من الأنقاض، بعد الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.9 درجة على مقياس ريختر وما تبعه من هزات ارتدادية، حيث يعد الزلزال الأشد منذ عقود.

تقنية عزل القاعدة

وتساعد تقنيات البناء الحديثة في مقاومة الزلازل وتقليل مخاطرها قدر الإمكان، وهي التقنيات التي بدأ استخدامها في اليابان في الثمانينات، ففي خلال زلزال هانشين الذي ضرب اليابان عام 1995، قتل نحو 6000 آلاف شخص في المدينة الصناعية الساحلية وما حولها، لكن مبنى واحدا في المدينة لم يتأثر بالزلزال العنيف.

مالك هذا المبنى، شركة إنشاءات هندسية يابانية، جعلت أساساته من المطاط الخاص، في نسخة، تجريبية وقتها، من تقنية بناء تسمى “تقنية عزل القاعدة”.

وتستخدم هذه التقنية في نحو 9 آلاف مبنى في اليابان، ارتفاعا من 20 مبنى فقط وقت زلزال هانشين، بينما، زُودت آلاف المباني الأخرى بأجهزة امتصاص الصدمات، التي يمكن أن تقلل بشكل كبير من الأضرار وتمنع الانهيار، وفق صحيفة نيويورك تايمز.

الأساسات المعزولة

ومن تقنيات البناء المقاومة للزلازل تقنية الأساسات المعزولة، حيث تهتز المباني التقليدية مع الأرض أثناء حدوث زلزال، ما يعني أنها قد تتعرض لأضرار هيكلية، ولكنها مصممة للبقاء واقفة وعدم الانهيار، وكلما كان الزلزال أقوى كلما تحرك المبنى استجابة لذلك.

ووفق هذه التقنية، إذا اهتز المبنى بشكل كبير، قد تتلف العوارض والأعمدة والجدران والأقواس ما قد يؤدي في النهاية إلى الحاجة لإصلاح المبنى أو إعادة بنائه، لكن الخسائر البشرية خلال الزلزال لا يمكن تقليلها أو حتى منعها.

ومن المباني الشهيرة حول العالم المبنية بهذه الطريقة مبنى الكابيتول في ولاية يوتاه، حيث صُمم لتحمل ما يصل إلى زلزال بقوة 7.3 درجة على مقياس ريختر.

تقنية الكتلة المتأرجحة

كما تستخدم بعض المباني المقاومة للزلازل تقنية الكتلة الثقيلة المتأرجحة (مصنوعة عادة من الصلب) تعمل كبندول مركزي مصمم للتأرجح عكس الانحناء الذي يسببه الزلزال في المباني لمعادلة تأثير الهزة الأرضية.

وفي بعض الأحيان تكون الكتلة مصممة من خلال سائل يتحرك بنفس طريقة البندول (يميل في الاتجاه المعاكس للانحناء) لعكس التأثير الذي يسببه الزلزال. ومن المباني التي شيدت باستخدام هذه التقنية، مبنى تايبيه 101 في تايوان، بالإضافة إلى مبنى برج خليفة في الإمارات.

معايير البناء المقاوم للزلازل

ويحتاج البناء المقاوم للزلازل إلى عدة معايير منها الأساس المرن حتى يكون البناء قادرا على الصمود في حال حدوث هزة قوية، فهو يميل دون أن يتداعى، ويمكن إقامة البناء على “سنادات تثبيت” مفصول عن الأرضية، وعند وقوع الزلزال، تتحرك “السنادات” فقط، في حين يظل البناء قائما.

===  ===

أنظمة التخميد والنواسات تمتص الهزات الأرضية

يحتاج البناء المقاوم للهزات الأرضية لأنظمة التخميد التي توصف بـ”النواسات” ويتم تركيبها على مستوى السطح، حتى تتولى التثبيت في حالة الاهتزاز، ويكون وزنها كبيرا. وتقوم هذه الأجهزة بتطبيق قوة معاكسة للحركة الزلزالية، لا سيما في الأبراج والبنايات العالية جدا.

وحتى يستطيع المبني مقاومة الزلازل لابد أن تكون لديه أنظمة لتسريب المياه والتخلص منها، التي قد تحدث في حالة الكوارث وتزيد من حجم الدمار.

كما لابد من تقوية البنية من أجل توزيع القوى الجانبية في المكان، حتى تذهب نحو الأساس، حيث يكون الهدف هو توجيه القوة الناجمة عن الزلزال في المبنى نحو أجزاء عمودية مقاومة للهزة الأرضية.

كما يفضل الاستعانة بمواد ذات ليونة، حيث تستطيع المواد ذات الليونة الكبيرة أن تمتص قدرا كبيرا من الطاقة دون أن تتعرض لدمار، فيما يقول الخبراء إن المادة المعروفة بـ”صلب الإنشاء” تعد من بين أكثر المواد ليونة.

Exit mobile version