القطاع السياحي السعودي وقصة نجاح

هاني خاشقجي- اليوم الوطني 94

القطاع السياحي السعودي وقصة نجاح

التقدم المذهل الذي تحرزه المملكة في قطاعها الاقتصادي، لم يكن عشوائيًا أو ضربة حظ، وإنما هو نتاج خطط وبرامج نوعية، جاءت بها رؤية 2030 قبل نحو سبع سنوات، واليوم تحقق هذه الرؤية أهدافها وتطلعاتها بخطى واثقة، شهد بها العالم، وتؤكد لمن يهمه الأمر، بأن المملكة قررت أن تتغير إلى الأفضل، وأن تُعيد صياغة اقتصادها كيفما يحلو لها، وهو ما تحقق على أرض الواقع.
ولأن الرؤية اعتمدت على العلم دون سواه، فحرصت على استشراف المستقبل، واستحداث قطاعات اقتصادية عدة، لم تنل حظها من الاهتمام الرسمي في السنوات الماضية، وكان من بينها قطاع السياحة، الذي راهنت عليه الرؤية، واليوم كسبت الرهان، بعد جملة الإنجازات التي حققها القطاع في سنوات قليلة.

اعتماد استر اتيجية القطاع 

لم يكن لقطاع السياحة السعودي أن يحقق أي تقدم يذكر، لولا أنه اعتمد إستراتيجية قوية جعلته يبدأ من حيث انتهى الآخرون، في إشارة إلى أن القطاع السياحي السعودي درس جيدًا تجارب الدول الأخرى في تطوير قطاعاتها السياحية، وكيف نهضت بها، وباتت من أكبر القطاعات الداعمة لمنظومة الاقتصادات لديها، ورغبت المملكة أن تتفوق على هذه الدول من خلال مشاريع نوعية، بأفكار أشبه بالابتكارات، هذه المشاريع، ليس أولها مشروع البحر الأحمر، وليس آخرها القدية، في إشارة إلى أن المملكة أخذت قرارها أن تكون صاحبة السبق في قطاع السياحة في المنطقة.
وفي وقت مبكر، أدركت المملكة إن إنعاش قطاع السياحة، يتطلب تضافر جهود مؤسسات عدة، أولها وزارة الداخلية التي سهلت حصول السائح على التأشيرات اللازمة خلال دقائق معدودة، ووزارة الثقافة، التي حرصت على تفعيل برامج الاستفادة من المواقع والأماكن التاريخية والتراثية، فيما يخدم قطاع السياحة، مدركة أن هناك كثيرين من السياح يبحثون على تلك المواقع ويرغبون زيارتها، وكان على وزارة الإعلام أن تسوق للقطاع السياحي جيدًا، من خلال التغني بأمجاد المملكة وتاريخها التليد، الذي يحكي حقباً مهمة من التاريخ الإنساني على أرض الجزيرة العربية
في المقابل، تمت تهيئة البنية التحتية لتعزيز قطاع السياحة، من مطارات وطرق حديثة، وفنادق وتنظيم برامج وفعاليات استثنائية.

قطاع سياحي متطور

اليوم أستطيع التأكيد على أننا في المملكة، لدينا قطاع سياحي متطور، يستطيع أن يلبي التطلعات ولعل المؤشرات التي تحققت تشير إلى ذلك، عبر تحقيق السياحة الخارجية في المملكة إحصاءات مبشرة بالخير بحصولها على المركز الـ 13 في مؤشر عدد السياح الدوليين لعام 2022، والمركز الـ 11 في مؤشر إيرادات السياحة الدولية للعام نفسه، قبل أن تحقق المركز الثاني عالمياً في نسب نمو عدد السياح الدوليين للربع الأول من عام 2023، مسجلة قفزات، أرى أنها نوعية، وتشير إلى أن المملكة تسير في الطريق الصحيح، وتحقق فيه كل ما سعت إليه وخططت له.
أقول وأردد ما سبق أن ذكرته من قبل، بأن رؤية 2030، أثبتت نجاحها وتفوقها على أرض الواقع، وهذه الرؤية تستحق التدويل، وأن تكون أيقونة التقدم لدى الدول الواعدة والطامحة في تعزيز ازدهارها وتقدمها، في الوقت نفسه، أؤمن أن لقصة النحاح السعودية بقية، سنذكرها جميعاً عندما تكتمل برامج الرؤية وتحقق كل ما سعت إليه في العام 2030.
هاني خاشقجي

القطاع السياحي السعودي
Exit mobile version