التصميم المعماري بين التجديد والتقليد

هشام القاسم مقالات عقارية - التقنية العقارية

التصميم المعماري بين التجديد والتقليد

هشام القاسم

يعد توازن المواد التقليدية والحديثة في تصميمات المعماريين في المملكة العربية السعودية نتيجة لتاريخ العمارة في المنطقة، حيث تم تصميم العديد من المباني القديمة باستخدام المواد التقليدية مثل الحجر والخشب والطوب الطيني والزجاج الملون والمشغولات الحجرية. ومن خلال العمل على توظيف تقنيات حديثة في تصاميمهم، يسعى المعماريون لتحسين الأداء البيئي والاستدامة في المباني. كما يتم استخدام التقنيات الحديثة في تصميم المباني الطويلة والمرتفعة، على سبيل المثال، يتم استخدام المواد الحديثة مثل الفولاذ والزجاج لإنشاء واجهات زجاجية وأعمدة معدنية تعزز الهيكل العام للمبنى.

الاستدامة هي عامل مهم في تصميمات المعماريين في المملكة، حيث يسعون لتحسين الأداء البيئي للمباني عن طريق استخدام التكنولوجيا الحديثة في تصميم النوافذ والأسقف ونظام التكييف والإضاءة. ويتم أيضاً اعتماد مواد صديقة للبيئة مثل الأخشاب المعاد تدويرها والخرسانة الخضراء والأسمنت المعاد تدويره.

توازن المواد التقليدية والحديثة في تصميمات المعماريين يتطلب أيضًا التركيز على السياق التصميمي، حيث يتم دراسة البيئة المحيطة بالمبنى والتأكد من أن التصميم يتماشى مع المناخ والثقافة والتقاليد المحلية. ويتم أيضًا الاهتمام بالتفاصيل الثقافية والتاريخية للمنطقة، مثل استخدام النقوش والزخارف التقليدية في الواجهات والأعمدة والأبواب.

بشكل عام، يسعى المعماريون في السعودية إلى تصميم مباني فريدة وجذابة تعكس الهوية الثقافية للمنطقة وتتماشى مع الاحتياجات الحديثة للمجتمع، مع الحفاظ على الاستدامة البيئية والثقافية. ويتم ذلك من خلال الدمج بين التصميم الحديث والتقليدي واستخدام المواد المناسبة والتقنيات الحديثة لتحسين الأداء البيئي والاستدامة في المباني. وتعد المملكة العربية السعودية مركزًا رئيسيًا للعمارة الإسلامية والتقاليد العربية، ويتم تطبيق هذا التراث العريق في تصميمات المعماريين بطريقة حساسة ومبتكرة، مما يساعد على الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة وتعزيزها في التصميمات الحديثة.

*معماري وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

@ArchHesham

Exit mobile version