مقالات أملاك.. الذكاء الاصطناعي.. منجم الذهب
لم يُعد هنالك مجالًا للدهشة ولا متسعًا للتفكير فيما تحمله التقنيات في يوم الغد، العلم أصبح مفتاحًا للتميز في كل المجالات الاستثمارية، والقطاع العقاري ليس استثناءً من عملية التحرر من التجارة والعمل التقليدي، ولن يكون تجربة على هامش الحياة لتزجية الوقت وملء الفراغ كما كان سابقًا.
لذلك، وجدت التقنيات الحديثة في العقارات أرضًا خصبة لتغيير الخارطة وتحويل القطاع إلى رقمي متماشيًا مع رؤية المملكة 2030، حيث انجزت وزارة العدل 160 مليون وثيقة عقارية في النظام الشامل، هذا الرقم الضخم الذي يسبح في الفضاء الأثيري، وغيره من المعلومات العقارية سوف تكون هدفًا مباشرًا لمستخدمي الذكاء الصناعي في أعمالهم واستثماراتهم، وبناء خطط بعيدة المدى بعد رصد نوعية محددة من المباني للاستحواذ عليها مثلًا، أو استئجارها بحسب التحليل الذي تجود به هذه التقنية الفريدة.
عالميًا، بدأ عنفوان الذكاء الاصطناعي يأخذ مكانه في السوق العقارية، إذ توجد شركات عالمية كُبرى تستخدم هذه التكنولوجيا في مساعدة المشترين في الحصول على الحلول العقارية الأنسب، منها العثور على المنزل المثالي وفي حدود السعر المرصود للشراء، وعالم الذكاء الاصطناعي يعتمد على إدخال المعلومات للباحث عن عقار ومقدرته المالية ورغباته المختلفة، ثم يترجم النظام كل ماتم إدخاله إلى نتائج مذهلة تتضمن الآلاف من الخيارات وتفضيلاتها، يحدث كل هذا وانت لم تنتهي من تناول فنجان القهوة التي بيدك، لقد انتهى عصر البحث الميداني، وتعدد الزيارات للشركات والوكلاء وأصحاب الأملاك، زيارة واحدة لمكتب واحد تكفي لاتخاذ قرار الشراء أو البيع وأنت مطمئن.
نتوقع أن تكون مكاتب الوساطة العقارية أكثر المستفيدين من هذه الثروة التكنولوجية، مثلما هي مفيدة للأفراد، فقد وصف الخبراء بأن الذكاء الاصطناعي عبارة عن منجم ذهب لوكلاء العقارات الذين يبحثون عن القوائم في سوق الإسكان الذي يتمتع بتنافس شديد خاصة مع تزايد الطلب.
ونأمل من قطاع التطوير العقاري أن يدرك أن المستقبل يفتح ذراعيه للعلم والتكنولوجيا، وعليه أن يستفيد من التقنيات التي يتسابق العالم في إنتاجها، ولن تدرك المنافسين وانت تتردد لترى تقييم تجاربهم، وعندما تقرر يكونوا في تقنية جديدة لا تخطر بفكر المتلكئون.