البورصة.. والوسيط العقاري الذكي
عبدالعزيز العيسى
مع الإطلاق الرسمي للبورصة العقارية بدأ حديث العقاريين يأخذ جانب الجدية حول أداء وجدوى وفائدة البورصة التي أصبحت واقعًا يكشف أسعار العقارات المتداولة، ويُبين المعلومات والبيانات العقارية للباحث عن الحقيقة في السوق؛ مما يضفي على القطاع المزيد من الشفافية، ولكن يبقى السؤال دائمًا ماذا يجب عمله حتى تكتمل الفائدة دون آثار جانبية لجميع أطراف عملية البيع أو الشراء أو أي معاملة تتم من خلال البورصة؟ إنه التدريب والتأهيل لمواكبة المستجدات.
وحسب المعلومات المتداولة، أن أكثر من 250 ألف عملية قد تمت خلال الفترة التجريبية، منها 130 ألف عملية بيع وشراء، و100 ألف دمج، و20 ألف عملية في التمويل العقاري والرهن، هذه البيانات تؤكد جاذبية البورصة الكبيرة للمستفيدين وزوار المنصات العقارية المختلفة؛ حيث بلغ عدد المستفيدين الذين زاروا موقع البورصة خلال يومي التدشين 140 ألف مستفيد، أي بمعدل 3 ألف مستفيد في الساعة، نتج عن ذلك صفقات بقيمة 1.2 مليار ريال، بمعدل 250 ألف ريال في الساعة الواحدة، بينما نُفذت 17 ألف صفقة خلال الأسبوع الأول بقيمة 17 مليار ريال.
إذًا، البورصة أصبحت أداة ومنصة حديثة لعرض وبيع وشراء العقارات، يجب التعامل معها ووضعها في استراتيجيات وخطط الشركات العقارية، والوسطاء العقاريين على وجه الخصوص، وقراءة وتحليل البيانات ليس بالعلم السهل الذي يكتسبه الممارس بين ليلة وضُحاها، فهو بالتأكيد يحتاج لصبر ودورات تدريبية مُحكمة في استخدام البورصة العقارية والاستفادة منها، خاصة أن الوسطاء الأذكياء سوف يستفيدون من هذه التقنية في الحصول على عقارات تحقق رغبات عملاءهم بكل سهولة، وكذلك يكون العرض في التوقيت المناسب، حسب الأسعار المتداولة، وهذه ميزة جيدة تُحسب للوسيط العقاري الذكي.
ومن الصدف الجميلة أن يتم اليوم الأحد افتتاح معرض سيتي سكيب العالمي بالرياض، وتستعرض فيه 21 دولة مشاريعها العقارية المميزة، هذا بجانب عرض المملكة لمشاريع رؤية 2030، وهو نافذة أخرى ستفتح الآفاق كثيرًا وخاصة ان الحدث تحت شعار “لبناء مسكن المستقبل”، والكثيرون سيبحثون في تقييم المعادلة؛ كم سيكلف بناء المسكن؟ وكم سعر المنزل المماثل له في البورصة؟
