دور تقنية البلوك تشين في المعاملات العقارية
عمر الكندي
ارتبطت تقنية البلوك تشين ( Blockchain ) بالعملات الرقمية، حتى اعتقد البعض أنه لا يمكن إنشاء بلوك تشين بدون وجود عملة رقمية، والسبب في ذلك هي ورقة علمية قدمها ساتوشي ناكاموتو في العام 2008 شرح فيها المعاملات النقدية بين ” نظير إلى نظير” بدون وجود نظام مركزي، واقترح نظام دفع سمي بالبتكوين، حيث استبدل الطرف الثالث الموثوق به ( البنك في حالات الدفع ) بالتشفير، هنا تم شرح مفهوم البلوك تشين وليس الاسم . حيث ترجع تسمية البلوك تشين بهذا الاسم إلى طبيعة عملها وطريقة تسجيل المعاملات وحفظها من خلاله، فهي تقوم بتسجيل كل معاملة تتم داخل الشبكة في كتلة وتربط الكتل مع بعضها بعضاً، لذلك أطلق عليها سلسلة الكتل أو البلوك تشين، كان هذا أول ظهور لهذه التقنية.
لا تزال هوية ساتوشي ناكاموتو محل شك وهناك فرضيات عديدة حول الشخصية حيث أنه من غير المؤكد إن كان الاسم هو اسم حقيقي أم أنه اسم مستعار استخدمه مبتكر العملة للإعلان عنها، حيث هو أسم يستخدمه شخص أو أشخاص قاموا بتطوير البتكوين، وألفوا ورقته البيضاء، ونشروه كجزء من تنفيذ العملية، تعتبر تقنية البلوك تشين إحدى التقنيات الحديثة، حيث تعد الدراسات التي كتبت عنها قليلة ومتفرعة في مجالات مختلفة. الجدير بالذكر أن جميع هذه الدراسات هي دراسات أجنبية ولا توجد أي دراسات عربية دقيقة حتى الأن .
تقنية البلوك تشين (Blockchain) أو قاعدة البيانات المتسلسلة أو سلسلة الكتل، هي نظام تقني مبتكر، يعتمد على توزيع البيانات والمعلومات عبر شبكة متفرعة من عدة حواسيب، يمكن استخدام هذه البيانات أو المعلومات في العديد من المجالات بما في ذلك المجال العقاري.
فالقطاع العقاري يُنتج كماً هائلاً من المعاملات والمعلومات التي تحتاج تقنيات لتسهل عملية إدارتها رقمياً وتمكن إتمامها إلكترونياً. لذلك تعد تقنية البلوك تشين أحد أهم التقنيات الحديثة التي تسمح بتبادل القيمة وإتمام المعاملات رقمياً كما أنها تضمن صحتها ودقتها ، وتتميز كذلك بالشفافية والموثوقية، لذا فإنها تعمل على إدارة المعاملات وتأمينها وفي الوقت نفسه تساهم في إدارة المعلومات بحفظها بطريقة لا مركزية، وتنظيمها في سلسلة متتالية تربط بين المعلومات والمعاملات المختلفة للشيء نفسه؛ كما يتم من خلالها أيضاً تبادل هذه المعلومات بين أطراف الشبكة المعنيين ، وبالتالي فهي تهتم بالمعلومات منذ إنشائها، مروراً بتنظيمها وحفظها إلى إتاحتها للمستفيد ، لذلك يمكن اعتبارها إحدى التقنيات التي تساعد في إدارة القطاع الإيجاري العقاري وتساهم في تحقيق التحول الرقمي في هذا القطاع .
ومن أبرز المنصات التي تم تنفيذها والتي تعمل بهذا التقنية: (منصة إيجار) حيث يعمل نظام إيجار على إدارة العملية الإيجارية بشكل متكامل بين المستأجر والمؤجر والوسيط، كما يربط النظام العديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة بشكل متسلسل لتحقيق غاية المنصة ويمكن تلخيص هذه العمليات على ثلاث مراحل رئيسية : المرحلة الأولى (اعتماد الوسيط العقاري ) المرحلة الثانية : ( اتفاقية الوساطة العقارية ) المرحلة الثالثة : (عقد الإيجار الموحد).
بشكل عام تم تطبيق تقنية البلوك تشين في المجال العقاري بشكل واسع، نجد أنها طبقت في تسجيل الأراضي، ونقل الملكيات العقارية، وتأجير العقارات طويل الأجل وقصير الأجل، والاستثمار العقاري، ومجال رقمنه العقود والاتفاقيات. كما تعتبر هذه التقنية أداة مبتكرة تمتلك العديد من الاستخدامات المحتملة في العديد من المجالات مستقبلاً، بل وتساهم في تحقيق الشفافية والأمان وتقليل الاعتماد على الوسطاء التقليديين، مما يعزز الكفاءة والثقة في عمليات التعاملات والتبادلات المختلفة.
@OMARALKENDI