التسويق العقاري.. المواكبة.. أم المغادرة
عبدالعزيز العيسى
لم يعد نشاط التسويق العقاري هو ذلك النشاط الثانوي في حياة من ذهبت به صروف الحياة إلى المعاش والتقاعد فأخذ يُسجي الوقت ويملأ فراغه بفتح مكتب خدمات عقاري يمارس التأجير وإدارة الأملاك، حسب الحالة المزاجية، إذ أصبح نشاطًا حيويًا مُدرًا للدخل السريع بقليل من التركيز والثبات في المهنة والتغلب على صعوباتها بالصبر واكتساب الخبرات والإلمام بالمستجدات التي تطرأ على الأنظمة.
قوة المنافسة في السوق العقاري جعلت المبادرون والمثابرون على النجاح والتميز يبحثون دائمًا عن الأساليب الجديدة التي تقوي موقفهم وتُحسن صورتهم أمام العملاء، لذلك عندما بدأت تدخل التقنيات الإلكترونية في حياة المجتمع، لم يتخلف خبراء التسويق العقاري من الاستفادة من العلم، حتى أصبحت عمليات ترويج وعرض وبيع وشراء العقارات من أوائل الأنشطة التي كان لها نصيب في تبني فكرة التسويق الإلكتروني في القطاع الذي مر بمراحل عديدة وتحديات كبيرة؛ تمثلت في كيفية بناء جدار ثقة قوي بين الشركات والمؤسسات والأفراد التي تتبنى هذا الأسلوب والفئات المستهدفة؛ واضعين في الحسبان حالة الإحباط التي سرت في مستخدمي صفحات التواصل الاجتماعي وهم في كل يوم يسمعون قصة احتيال جديدة، حتى التصقت التشوهات بالقطاع من تصرفات الدخلاء، مما حدا الجهات المختصة بسن تنظيم الوساطة العقارية، وتبعه استحداث رخصة فال العقارية للأفراد والمؤسسات، ولأن عالم العقار بالمملكة أصبح رقميًا تم وضع محددات للتطبيقات العقارية، وضوابط صارمة للإعلان العقاري مما ضّيق الخناق على من لم يُصحح أوضاعه ويؤهل نفسه ويخضعها للتدريب.
إذًا، ليس هنالك بُد ولا مناص من المواكبة والسعي للتطوير، ويقع التحدي الأكبر، حسب الاستطلاع الذي أجرته صحيفة أملاك لهذا العدد، في مدى الاستفادة من التقنية بمختلف أساليبها، وذلك باختيار الوسيلة المناسبة للجمهور المناسب في التوقيت الذي يُحقق الهدف؛ فليس كل من نشر في الوسائط مسوقًا.
حتى تكتمل الصورة، ويحقق التسويق أهدافه؛ يجب أن يكون هنالك محتوىً يُجيب على كل التساؤلات التي يمكن أن تنتاب المستهدف، وهذه تحتاج إلى محترفون يختصرون بكلماتهم وصورهم الطريق بين البائع والمشتري والمسوق.