المدن والمباني الذكية.. أحلام وردية قد تخترقها الهجمات السيبرانية

المباني الذكية

المباني الذكية

أحلام العيش في المدن الذكية أو المباني الذكية قد تكون وردية، كونها تصطدم بحاجز التكاليف الباهظة من جهة، ومن جهة أخرى مخاوف التعطل الإلكتروني المفاجئ أو الهجمات السيبرانية للاختراق المعلوماتي، مما قد يؤدي إلى مشاكل لا حصر لها.

ومن بين المباني الذكية، مبنى ماسدار بسنغافورة الذي يعد مثالًا رائدًا للمباني الذكية حيث يتميز بكفاءة عالية في استهلاك الطاقة والمياه واستخدام الطاقة المتجددة، ومبنى “ذا إدج” بلندن الذي يعتمد على أحدث التقنيات لتوفير بيئة عمل مريحة ومستدامة.

ففي هذا النموذج من المدن الذكية تُدمج التكنولوجيا المتقدمة في مختلف جوانب الحياة الحضرية، من النقل والمواصلات إلى إدارة الطاقة والموارد؛ بهدف تحسين جودة الحياة للإنسان ومنحه مستوى متقدماً من الرفاهية، وتزيد من كفاءة الخدمات المقدمة له مع تطويرها في كل يوم.

ويعرف الدكتور محمد زميل أستاذ إدارة المشروعات بجامعة شنجهاي والجامعة الأمريكية بالقاهرة، المدينة الذكية بأنها المدينة التي تستخدم التكنولوجيا لتلبية احتياجات مواطنيها بشكل أفضل، وتشمل هذه التقنيات شبكات الاتصالات المتطورة وأجهزة الاستشعار، والأنظمة الذكية لإدارة البيانات والذكاء الاصطناعي، وفقا لوكالة الأنباء السعودية “واس”.

ويضيف الدكتور محمد زميل أنه على الرغم من الفوائد العديدة التي تقدمها المدن الذكية، إلا أنها تواجه بعض التحديات منها التكلفة العالية حيث يتطلب إنشاؤها وتشغيل البنية التحتية الذكية استثمارات كبيرة، كما يحتاج تشغيلها إلى تحليل كميات كبيرة من البيانات؛ مما يثير مخاوف بشأن الخصوصية وأمن البيانات.

ويتابع، إلى جانب ذلك قد يؤدي استخدام التكنولوجيا الجديدة إلى زيادة الفجوة الرقمية بين من لديهم إمكانية الوصول إليها ومن لا يملكونها، وقد تتعرض هذه الأنظمة الذكية لهجمات سيبرانية قد تؤثر في عملها وتعرض البيانات عليها للخطر.

وأضاف، تهدف هذه التقنيات إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها تحسين جودة الحياة فيها من خلال توفير خدمات أفضل في مجالات الصحة والتعليم والنقل، وأيضاً تحسين كفاءة الطاقة والموارد عن طريق إدارة استهلاك الطاقة والمياه بشكل أكثر ذكاء، وتقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء.

أما المباني الذكية فيقول عنها الدكتور زميل، إنها تشكل حجر الزاوية في بناء المدن الذكية فهي مبان تستخدم التقنيات المتقدمة لتحسين كفاءة الطاقة والموارد، وتوفير بيئة عمل أو سكن أكثر راحة وسلامة من خلال استخدام أجهزة الاستشعار، موضحاً أن المباني الذكية يمكنها مراقبة وتحليل البيانات المتعلقة بالطاقة والإضاءة والتهوية مما يسمح باتخاذ قرارات أكثر ذكاءً بشأن إدارة هذه الموارد فيستطيع صاحب المنزل مراقبة منزله عن بعد، والتحكم في تشغيل جميع الأجهزة التي توفر الحماية من الحريق والسرقة والاتصال بالجهات المختصة في حالة حدوثها.

Exit mobile version