الملتقيات العقارية.. بوصلة الاتجاه الصحيح
عبدالعزيز العيسى
أدت الملتقيات والفعاليات العقارية دورًا مهمًا في تمليك المهتمين للحقائق وتسليط الضوء على الممارسات والتجارب المختلفة ووضع الكثير من المعالجات للتحديات التي واجهت القطاع، لتكون بذلك إحدى المحاور المهمة في تشكيل وتوجيه السوق العقاري ورفده بتحديث الإحصائيات وتحليلها من الخبراء حتى تكون متاحة للجميع.
من محاسن الصدف أن يشهد شهر يوليو الماضي عددًا من الملتقيات العقارية كشفت عن الكثير من الجوانب الإيجابية، التي تطمئن على أن القطاع ينتظره مستقبل قوي ومستدام، فمثلًا خلال ملتقى الوساطة العقارية، الذي نظمته الهيئة العامة للعقار بمناسبة مرور عام على نفاذ نظام الوساطة، كشف المهندس عبدالله بن سعود الحماد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعقار عن أرقام حقيقية عكست نجاح النظام بتحقيقه صفقات بقيمة 605 مليارات ريال، وأوضحت البيانات أن قيمة الصفقات السكنية 305 مليارات ريال، بينما كان نصيب التجارية 300 مليار ريال، بينما بلغ عدد العقود الموثقة 219 ألف عقد وساطة عقارية، و تم إصدار 35255 رخصة وساطة للأفراد، وإصدار 19735 رخصة وساطة للمنشآت، و52 ترخيص منصة عقارية، مثل هذه المعلومات ترد في الأخبار بصورة راتبة، ولكن تناولها في الملتقيات والمحافل الاقتصادية ليس فقط من باب ذكر الإنجاز؛ بل لقراءة السوق العقاري من زاوية تحليلية أخرى يتم من خلالها رسم الخطط الموازية للحدث من قبل الخبراء وأصحاب القرار، وخاصة أن الملتقيات الرسمية تضم تحت سقفها المسؤولين عن تطبيق وتنفيذ الخطط والتشريعات والمستثمرين المعنيين بالمحتوى الذي ينتج من مثل هذه الفعاليات، هذا فضلًا عن التمهيد والتفاهمات لعقد الصفقات واستحداث الفرص وصناعتها.
ومن ثمرات الاحتفاء وتقييم الملتقيات العقارية محاولتها العملية في نقل الخبرات وتبادل التجارب وإهداءها للوسطاء العقاريين الجدد، كما حدث في ملتقى القصيم، فكانت مبادرة جديرة بالتقدير، حيث لم يبخل المحترفون وقدامى العاملين بالقطاع بالتشجيع والتحفيز والنصائح حتى يحققوا النجاح المنشود، هذه الثمرات، حسب رأي بعض الذين استطلعتهم “أملاك” في هذا العدد ستنتقل من مدينة لأخرى حتى تعم الفائدة وتتطور الفكرة، وهذا بالتأكيد يحتاج لدعم ومبادرات من القطاع الخاص.