تقنيات البناء الحديثة تبحث عن ضمانات الجودة والاستدامة
استطلاع: عبدالله الصليح
في عصر يتسم بالتطور السريع والابتكارات المتلاحقة، تبرز تقنيات البناء الحديثة كحلاً ثورياً يهدف إلى ضمان الجودة والاستدامة في قطاع الإنشاءات، وسط تزايد المخاوف بشأن تأثيره على البيئة، ما يبرز أهمية اعتماد أساليب البناء الجديدة التي تعمل على تعزيز الكفاءة وخفض التكاليف.
ولكن رغم الفوائد العديدة التي تقدمها هذه التقنيات، لا يزال هناك تردد في تبنيها بسبب قلة الوعي، مما يستدعي ضرورة تقديم ضمانات قوية وثقة أكبر للمستخدمين. وفي هذا السياق، تستعرض صحيفة “أملاك” العقارية آراء عدد من الخبراء في هذا المجال، من أجل التغلب على التحديات التي تواجه هذا التحول، والاتجاه نحو مستقبل بناء أكثر استدامة وموثوقية.
أسامة الصلوي: تقديم ضمانات طويلة الأمد على جودة البناء
أوضح أسامة عبدالله الصلوي، المدير التنفيذي لشركة مجالات الخليج لتقنية المعلومات، أن استخدام تقنيات البناء الجديدة يحتاج إلى تبديد المخاوف وإزالتها وذلك عن طريق تقديم عدد من الضمانات، منها طويلة الأمد على جودة البناء والمواد المستخدمة فيه، وإجراء اختبارات ميدانية وشهادات جودة من هيئات مختصة محلية ودولية، وتوعية الجمهور حول نجاحات المشاريع السابقة التي استخدمت تقنيات البناء الحديثة، مشيرًا إلى أهمية توفير خدمات صيانة موثوقة ومتابعة لضمان عمل النظام بكفاءة، مما يعزز ثقة المواطن بهذه التقنيات الحديثة.
وأوضح الصلوي أن المتعاملين بالقطاع العقاري، بما فيهم المواطن (المستفيد الأخير) بدأت قناعتهم تزداد تدريجيًا في التحول إلى تقنيات البناء الجديدة؛ وذلك لتنامي الوعي العام بمكتسبات أساليب البناء الحديثة المتمثلة في: توفير الوقت، وتقليل التكاليف باستخدام مواد وأدوات متقدمة، وتحسين الكفاءة والجودة والاعتماد على الأنظمة الذكية الذي يقلل من الأخطاء البشرية، والاستدامة التي تساهم في تقليل الهدر واستخدام موارد أكثر صداقة للبيئة.
وأضاف: “مع ذلك، يظل البعض مترددًا بسبب قلة المعرفة أو التجارب المحدودة بهذه التقنيات، لذلك من غير المحتمل أن تختفي طرق البناء التقليدية تمامًا، لكن من الممكن أن تتراجع بشكل كبير، ستظل هناك احتياجات لبعض مشاريع البناء التقليدي، خاصة في المناطق التي تفضل الأساليب القديمة لأسباب ثقافية أو اقتصادية”.
وقال الصلوي إن يجب على شركات المقاولات مواكبة المتغيرات الحديثة في تطوير أساليب البناء؛ وذلك بتهيئتها عن طريق التدريب المستمر وتطوير المهارات الهندسية للموظفين، وتبني أحدث التقنيات في التصميم والبناء، مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وتقنيات البناء الجاهز والانظمة الذكية مثل أنظمة الـ “سمارت هوم” و”الأكسس كنترول”، هذا فضلًا عن التعاون مع شركات التكنولوجيا المتقدمة لتزويد السوق بالحلول الحديثة، والحصول على شهادات الجودة والتدريب على أحدث الأساليب.
محمد الشراري: تقنيات البناء الحديث اختيارية وليس إلزامية
قال محمد الشراري، الرئيس التنفيذي لشركة إيراتيك، إن التخوف الأول من البناء بالتقنيات الحديثة يكون من تكلفته الباهظة كما يتوقع البعض، ولكن التجربة أثبتت أن سعرها هو متوسط أسعار السوق كالمنتجات الأخرى غير الذكية، مؤكدًا أن تقنيات البناء الحديث شئ اختياري وليس إلزامي أي أن الطلب عليه يكون من شريحة معينة من قبل المستفيد المواطن أو المقيم.
وأوضح الشراري، أن أغلب الشركات المطورة تحتاج إلى شركة توريد للأجهزة الذكية وشركات استشارية في نفس الوقت، حيث تواجه المؤسسات تحديات في إيصال الاستشارة المجانية لفوائد التقنيات الحديثة مع كل منتج تصنعه، خاصة من الطلبيات التي تأتي من الموردين.
وأبان الشراري هناك قصور في تبني أساليب البناء وفوائدها، من ناحية مادية كتوفير في استهلاك الطاقة بالتالي يتم توفير رسومها وتوفير الجهد والوقت عن طريق الاتمتة الرقمية وهي أن أي مهام ملزمة يقوم بها البشر سوف تقوم بها تقنيات البناء الحديثة.
ونوّه الشراري بعدم معرفة البعض بالتطبيق المشغل لهذه التقنيات platform Tuya حيث أنها من أنجح التطبيقات حتى الآن، لأي أعطال للمستفيد، أما بالنسبة لأجهزة التقنيات الحديثة تحتاج إلى ضمانات من شركة وطنية يكون مقرها السعودية كضامن لجميع الموزعين في حال أعطال التقنية كشركة إيراتيك، مؤكدًا أن خدمة ما بعد البيع أساسية من ناحية الدعم التقني حيث أن هذه التقنية يمكن إصلاحها عن بُعد.