الرياض نحو بيئة حضرية تركز على الإنسان والاستدامة
عماد العبد الرحمن
تسير العاصمة السعودية، الرياض، بخطى ثابتة نحو تحويلها إلى مدينة أكثر ملاءمة للعيش وأكثر استدامة، وذلك من خلال استراتيجية “أنسنة” المدن التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة من خلال تعزيز البنية التحتية الذكية وزيادة المساحات الخضراء، وتطوير وسائل نقل متقدمة، مما يجعل الرياض نموذجًا يحتذى به في “أنسنة” المدن الحديثة.
ويلعب مشروع “الرياض الخضراء“ دورًا أساسيًا في تحويل العاصمة إلى مدينة صديقة للبيئة، حيث يهدف إلى زراعة ملايين الأشجار وتوسيع الحدائق العامة، مما يقلل من درجات الحرارة ويعزز جودة الهواء. مع تقدم هذه المبادرات، من المتوقع أن يشمل مستقبل الرياض زيادة المساحات الخضراء في الأحياء السكنية، لتوفير متنفس طبيعي لسكان المدينة.
كما تشهد الرياض تحولاً جذريًا في مجال النقل بفضل مشاريع مثل “قطار الرياض”، التي ستساهم في تقليل الازدحام المروري والحد من الانبعاثات الكربونية. ومن المتوقع أن تعزز الرياض هذه الشبكات بوسائل نقل كهربائية، مما يساهم في بناء شبكة مواصلات متكاملة ومستدامة، تواكب التحولات العالمية وتخفف العبء البيئي.
وتستعد الرياض لأن تصبح مدينة ذكية تعتمد على تقنيات متقدمة، مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، لتحسين إدارة حركة المرور، وتوفير إضاءة ذكية، وتحسين جودة الهواء. وتتيح هذه التقنيات للسكان التفاعل بشكل إيجابي مع مدينتهم وتساهم في جعل الحياة أكثر مرونة وكفاءة.
وبهدف دعم جودة الحياة، تعمل الرياض على تطوير أحياء سكنية متكاملة تحتوي على مرافق تعليمية وترفيهية ومساحات للمشي وركوب الدراجات، مما يسهم في تعزيز الحياة المجتمعية للسكان، حيث يشير المستقبل إلى توسيع هذه الأحياء لتصبح شاملة وتلبي جميع احتياجات العائلات ضمن بيئة حضرية آمنة ومتكاملة.
ومن أبرز ركائز “أنسنة” الرياض الحفاظ على التراث الثقافي، حيث سيتم تطوير مناطق تاريخية تقدم تجربة ثقافية تجمع بين الأصالة والحداثة، من خلال دمج عناصر التراث ضمن التصميم الحضري الحديث، تعكس المدينة هويتها التاريخية وتجذب السياح والزوار الباحثين عن تجربة تفاعلية غنية.
كما تركز رؤية أنسنة الرياض المستقبلية على الاستدامة البيئية، من خلال إدارة الموارد مثل المياه والطاقة بطرق مبتكرة. ومن المتوقع أن تعتمد الرياض بشكل أكبر على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما يجعلها نموذجًا للمدن الذكية والمستدامة.
وتحت عنوان نمط حياة ملائم للجميع تسعى الرياض إلى أن تكون مدينة تحتضن جميع الفئات وتلبي احتياجاتهم، بما في ذلك كبار السن وذوي الإعاقة. ومن خلال تجهيز المرافق العامة والمساحات المفتوحة لهم، تقدم الرياض بيئة حضرية شاملة ومتكاملة تتناسب مع كافة فئات المجتمع.
إن رؤية “أنسنة” الرياض تجسد تطلع العاصمة السعودية إلى أن تكون مدينة عالمية تضع الإنسان في مركز اهتمامها، وتوفر له بيئة حضرية تتسم بالاستدامة والتفاعل الحضري، مع استمرار المشاريع الطموحة، تصبح الرياض نموذجًا يحتذى به عالميًا للمدن المستقبلية التي تجمع بين تطلعات الإنسان والطبيعة والتكنولوجيا في تناغم مثالي تحقيقا للتطلعات السامية للقيادة الرشيدة من خلال الرؤية المباركة 2030.