استراتيجية ترسيخ التحيز بالتسويق
د.مؤنس شجاع
لا يخفى على المتخصصين في الإدارة أو رجال الأعمال بأن العلوم الإدارية تتسم بطبيعتها بوجود جانب اجتماعي نظراً لكون الإدارة تتعامل مع الأفراد أو الجماعات بشكل مباشر أو غير مباشر خلال ممارستها في عالم الأعمال، ولعل الجانب التسويقي هو أحد الركائز التي لابد أن تراعي تلك الجوانب والفروقات والسمات الاجتماعية للشريحة المستهدفة ليتم النجاح في تحقيق الأهداف التسويقية.
وفي علم النفس الاجتماعي يطلق مصطلح مصطلح “الانحياز المعرفي“ وهو باختصار نمط من الانحراف في اتخاذ الأحكام يؤدي إلى تشويه الإدراك الحسي للفرد بحيث يتم اتخاذ قرار غير دقيق أو تفسير غير منطقي متضمناً خلال ذلك معيار المقارنة بما هو متوقع أو ما هو صحيح.
وبناء على هذا النمط من التحيز المعرفي وفعاليته يتم استخدامه في الكثير من الإعلانات التجارية أو خلال العملية البيعية ، فالدماغ البشري يستقبل أول معلومة يتلقاها وتلتصق به وبالتالي يتحيز لها أو ما يعرف بـ “بترسيخ التحيز” ومثال ذلك أنك إذا دخلت لأحد المتاجر ورأيت بالبداية حقيبة بقيمة خمسة آلاف ريال ومن ثم رأيت حقيبة أخرى بقيمة ألف ريال فستبدو لك الحقيبة ذات القيمة “ألف ريال” أرخص بكثير من الحقيبة الأولى بينما لو شاهدت حقيبة الألف ريال بالبداية لكانت مرتفعة السعر بالنسبة لك ولكن كونك شاهدت تلك الحقيبة الأعلى سعراً بالبداية فقد تحيز دماغك لذلك السعر وأخذها كنقطة مقارنة غير دقيقة في الحكم على الحقيبة الثانية، وهذه الإستراتيجية غالباً ما تستخدمها المتاجر ذات السلع الغالية كالساعات الثمينة أو العلامات التجارية العالمية.
@MounesShujaa