تشهد العاصمة السعودية الرياض تحولاً غير مسبوق في سوق المكاتب، مدفوعة برؤية السعودية 2030 والاستراتيجيات الاقتصادية التي جعلت منها مركزًا إقليميًا للأعمال.
كما يشهد سوق المكاتب في الرياض تزايد الطلب على المساحات المكتبية، وارتفاع معدلات الإيجار بشكل ملحوظ، وذلك بالتزامن مع اتجاه الرياض لتكون إحدى أبرز عواصم الأعمال في الشرق الأوسط.
وجهة مفضلة للشركات المحلية والدولية
وفقًا لتقرير شركة “سفِلز”، أصبحت الرياض الخيار الأول للشركات المحلية والدولية، حيث شهدت المدينة طفرة اقتصادية كبيرة عززتها رؤية السعودية 2030، التي تركز على تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط. هذا التوجه جعل الرياض وجهة جذابة لأكثر من 120 شركة أجنبية، من بينها شركات عالمية مثل “جولدمان ساكس” و”فروست آند سوليفان”، التي اختارت العاصمة مقراً إقليمياً لها هذا العام.
قفزة في الاستثمار الأجنبي
بلغت نسبة ارتفاع الاستثمار الأجنبي المباشر 23.4% في الربع الثاني من عام 2024، ليصل إلى 11.7 مليار ريال سعودي (حوالي 3.12 مليار دولار أميركي). هذه الزيادة الكبيرة تعكس الثقة المتزايدة لدى المستثمرين الدوليين في السوق السعودية، مدفوعة بالسياسات الاقتصادية الطموحة والحوافز الاستثمارية المشجعة.
معدلات إشغال قياسية وطلب متزايد
سجلت المساحات المكتبية من الدرجة الأولى معدلات إشغال وصلت إلى 98%، بينما ارتفعت الإيجارات في المناطق الرئيسية بنسبة 19% على أساس سنوي. وأبرز ما يميز هذا الطلب المتزايد هو دور القطاعين التكنولوجي والإعلامي، اللذين استحوذا على 40% من نشاط التأجير، يليهما قطاعا الاستشارات والسلع الاستهلاكية بنسبة 20% لكل منهما.
برنامج المقرات الإقليمية كان له دور كبير في جذب الشركات الأجنبية، حيث قدم حوافز مغرية شملت إعفاءات من السعودة، ومزايا ضريبية، وتسريع إجراءات التأشيرات. ومع تحديث نظام الاستثمار المتوقع في عام 2025، يتوقع أن تزداد جاذبية الرياض للمستثمرين الأجانب من خلال تعزيز حقوقهم وتخفيف القيود التنظيمية.
مشاريع كبرى ومساحات مكتبية جديدة
لتلبية الطلب المتزايد، تعمل الرياض على إضافة 1.6 مليون متر مربع من المساحات المكتبية عالية الجودة بحلول عام 2028. مشاريع ضخمة مثل مدينة محمد بن سلمان غير الربحية وبوابة الدرعية تسهم في إعادة رسم مشهد الأعمال في العاصمة، مع توفير بيئة عمل حديثة ومتكاملة للشركات العالمية.
الرياض: بوابة استراتيجية للشركات العالمية
مع استمرار الطلب المتزايد والتحسينات في البنية التحتية، تتحول الرياض بسرعة إلى مركز جذب رئيس للشركات العالمية الساعية إلى ترسيخ وجودها في المنطقة. توفر العاصمة بيئة عمل مرنة ومتكاملة، ما يجعلها واحدة من أبرز الوجهات الاستثمارية في الشرق الأوسط.
في ظل هذا النمو المتسارع، يتوقع أن تستمر الرياض في قيادة التحولات الإقليمية بسوق المكاتب، مقدمة فرصًا لا مثيل لها للشركات المحلية والدولية على حد سواء.