مستثمرو الشرق الأوسط يعتبرون السوق العقاري البريطاني بيئة مثالية للاحتفاظ وتنمية ثرواتهم

حقق السوق العقاري في بريطانيا ارتفاعاً ونمواً ملحوظاً في هذا العام 2015 بالمقارنة مع إحصائيات 2009, فقد شهد مؤشر أسعار العقارات في لندن ارتفاعاً بلغ 71% مما يؤكد على مكانة المدينة كملاذ آمن لمستثمري رأس المال بعد الأزمة المالية العالمية, إلا أنّ انخفاض الطلب مؤخراً أدى إلى تراجع نمو أسعار المبيعات ليصل إلى معدل 4% على أساس سنوي في يونيو 2015، بينما ازداد معدل الإيجارات في العاصمة البريطانية بنسبة 3,8% سنوياً حتى يونيو 2015.

ولا تختلف السوق العقارية اللندنية عن مثيلاتها في تقييم المساكن, حيث تتفوق معدلات العائد الاستثماري الإيجاري للمساكن العادية على مثيله للمساكن الفاخرة, ويكون ذلك بسبب الارتفاع النسبي لأسعار العقارات الفاخرة, حققت العقارات العادية عائداً إيجاريّاً قدره بين 4% و 4.5% في لندن في يونيو 2015 بينما سجلت عائدات القطاع الفاخر معدل 2.59% مما دفع مستثمري العقارات الفاخرة باتجاه سوق المناطق المحيطة بلندن وأبعد من ذلك إلى مراكز المقاطعات الأخرى كبرمنجهام وبريستول ومانشستر حيث تعطي الاستثمارات العقارية عائدات إيجارية أفضل.

وفي المقابل كان حجم الانخفاض في أسعار العقارات الفخمة في دبي حوالي 4,5% في العام الحالي حتى يونيو 2015 بنسبة أقل من العقارات العادية بسبب الطلب الأكبر على الأولى.

إلى ذلك, يسعى المستثمرون حول العالم لتنويع استثماراتهم العقارية وبخاصة في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي، وفي حين توفر لندن الفرصة لزيادة رأس المال مع ارتفاع مستمر في أسعار العقارات السكنية، يشكل انخفاض الأسعار في سوق دبي وارتفاع العائدات الإيجازية فرصة مميزة لدخل مستمر لا تقل أهميّة عن سابقتها.

وقال ضياء نوفل الشريك التنفيذي ومدير أبحاث الشرق الأوسط وشمال افريقيا في نايت فرانك: لطالما اعتُبرت العقارات في لندن استثماراً قوياً ومكمّلاً للمحافظ الاستثمارية العقارية لمستثمري المنطقة وخصوصاً في أوقات الأزمات الاقتصادية. فخلال الرحلة الاستثنائية التي خاضها سوق العقارات في دبي من ازدهار ثم هبوط ومن ثم تعافٍ خلال العقد المنصرم، كان سوق لندن العقاري طوال الوقت الملاذ الآمن للباحثين عن نمو رأس المال، حيث ازدادت نسبة المشترين الشرق أوسطيين للعقارات الفاخرة في لندن من 11% إلى 16% في النصف الأول من عام 2015 ليحلوا في المرتبة الثانية بعد البريطانيين أنفسهم.

وبمقارنة بسيطة أن البريطانيين من أكبر المستثمرين في سوق دبي متخطّين بذلك الكثير من الجنسيّات الأخرى. ففي النصف الأول من عام 2015 بلغت نسبة الاستثمارات البريطانية في دبي 9% من مجمل حجم التعاملات الكليّة وحلت في المرتبة الثانية بعد حصة الهند بين المستثمرين من خارج دول الخليج العربي. ومما لا شك فيه أن علاقة التبادل الاستثماري بين لندن ودبي أثبتت صلابتها في كلا الاتجاهين.

ويسعى مشترو العقارات في دبي من البريطانيين لزيادة رأس المال كهدف رئيسي واستخدامها كمسكن أساسي أو ثانوي كهدف ثانٍ، بينما يشتري الكثير من مواطني الخليج العقارات في لندن لاستخدامها كمساكن لهم أو لأبنائهم أو زوجاتهم للإقامة فيها أثناء فترة تحصيلهم العلمي أو بغرض قضاء العطلات في بريطانيا.

ولتحسن واستقرار الوضع العقاري الراهن في بريطانيا تتجه بوصلة مستثمري الشرق الأوسط إلى لندن باعتبارها ملاذ الاستثمار الآمن، ولكن انخفاض العائدات في لندن وارتفاع الأسعار بشكل غير متوازن من شأنه دفع المستثمرين باتجاه أطراف لندن أو إلى المدن الإقليمية حيث تتوافر فرصة الاستثمار البديل المربح، أو حتى إلى أبعد من ذلك، إلى مدن عالمية تتمتع بتواصل قوي مع العالم وتعد بالمزيد من النمو والاستقرار، دبي كمثال لذلك.

Exit mobile version