المباني القديمة.. وجهة جديدة للاستثمار والتطوير العقاري
مطر الشمري
ليس من الغريب أن يكون هناك ارتداد عكسي للأحياء القديمة، وأن يرتفع عليها الطلب خاصة من المستثمرين، والسبب أن العمران استمر في التطور والزحف حتى وصل إلى الأطراف وابتعد عن الخدمات إلى جانب أن الأسعار متقاربة مع الأحياء التي تتواجد فيها الخدمات بشكل كامل، فإعادة تأهيل الأحياء القديمة من خلال الشراء والهدم وإعادة البناء في منطقة خدمات شاملة لا شك أنه مجال جيد للاستثمار والتطوير العقاري، خاصة أن المساحات تكون في بعض المناطق القديمة واسعة وبالإمكان تجزئة الأرض وإقامة أكثر من وحدة سكنية، مما يحقق عائد جيد للمستثمرين.
حتى في سلوك الناس نجد أن السائد كان الانتقال من حي إلى آخر في أطراف المدينة، بينما الآن نجد من يقوم بهدم المنزل وإعادة بناءه من جديد وفق احتياجاته، فيعاد البناء بشكل حديث وفي نفس المنطقة، ولا تزال هناك أحياء داخل الرياض تسكنها نفس الشريحة من السكان مع إعادة تأهيل المباني.
نلاحظ قرب المشاريع الحكومية مثل حديقة الملك سلمان من الأحياء القديمة في الرياض مثل الملز وغيره، ومع افتتاح هذه المشاريع لا شك أنها ستؤثر إيجابًا في الاستثمار العقاري لهذه المناطق، وهذا ما نشهده من وجود بعض مشاريع التطوير في هذه الأحياء، ولا زالت الأسعار في هذه المناطق متماسكة ولم تتغير مع ارتفاع الطلب عليها.
يتجه المستثمر غالبًا إلى التواجد في مناطق الخدمات المكتملة، وقد أحدث إطلاق مترو الرياض نقلة نوعية في المناطق القديمة وإعادة البناء والترميم فيها مع بقاء السكان في ذات الأحياء، بالإضافة لاتجاه المطورين في إنشاء الوحدات الجديدة داخل هذه الأحياء.
من التحديات التي يواجهها الاستثمار في الأحياء القديمة وجود كود البناء والاشتراطات الجديدة، لكنها ليست تحديات مانعة، وإنما هي تدفع إلى أن يكون التطوير موافقًا للاشتراطات التي تصب في مصلحة المواطن وجودة الحياة.
إن وجود الخدمات الشاملة في الأحياء القديمة من مستشفيات ومراكز تسوق وغيرها يعد من أبرز عوامل الجذب في هذه الأحياء.
@mnfr10
مختص في الشأن العقاري