العقاريون في رمضان.. تقييمٌ للأداء.. وتخطيطٌ للمستقبل
استطلاع: عبدالله الصليح: في شهر رمضان المبارك، تتغير طبيعة العمل في القطاع العقاري، حيث يجد العاملون فيه أنفسهم أمام تحديات وفرص متنوعة، صحيفة «أملاك” العقارية أجرت استطلاعًا مع بعض المهتمين والعاملين في القطاع لتسليط الضوء على كيفية إدارة العقاريين لأعمالهم خلال الشهر الفضيل، وكيف يستغلون أوقاته لتقييم أدائهم والتخطيط للمستقبل، بالإضافة إلى تأثير توقيت العمل الرمضاني على وتيرة الصفقات وتوجهات العملاء.
ميلاف المشرافي: فرصة مثالية للعقاريين لمراجعة وتقييم الأداء
أوضحت ميلاف المشرافي، المديرة التنفيذية لمكتب سيما، أن شهر رمضان المبارك يمثل فرصة مثالية للعقاريين لمراجعة وتقييم أدائهم، والتفكير في إنجازاتهم، ومراجعة استراتيجياتهم، وأضافت أن هذا الشهر الفضيل يعد وقتًا مناسبًا للتحضير للمرحلة القادمة، من خلال وضع خطط وتحديد أهداف جديدة بعد انتهاء الشهر الفضيل.
وأشارت المشرافي إلى أن مواعيد العمل في رمضان يتم تعديلها لتتناسب مع ساعات الصيام، حيث يقل النشاط خلال النهار ويزداد بعد الإفطار، ويتم تخصيص ساعات للعمل المكثف في المساء. وأفادت بأن بعض العقاريين يفضلون توزيع الأعمال بحيث يتم إنجاز المهام التي تتطلب تواصلًا مباشرًا أو اجتماعات في فترة المساء.
وقالت: «قد يؤثر توقيت العمل الرمضاني على سرعة إتمام الصفقات، حيث يتباطأ إيقاع العمليات خلال النهار بسبب ساعات العمل المخفضة والتأثيرات الاجتماعية والروحية، ولكن، مع زيادة النشاط في فترة المساء، قد تشهد الصفقات تسارعًا بعد الإفطار.”
وأكدت المشرافي أن سلوك العملاء يتغير خلال رمضان، حيث يكون بعض العملاء أكثر تفاعلًا مع العروض والمزايا التي تقدمها الشركات العقارية، بينما يفضل آخرون تأجيل اتخاذ قرارات كبيرة بسبب الأجواء الروحانية والتقاليد في الشهر الفضيل.
وفي رسالة للعقاريين؛ دعت المشرافي إلى الاهتمام بالأعمال التجارية بمرونة، مع الحرص على تقديم عروض خاصة خلال شهر رمضان تراعي التحديات والفرص الفريدة في هذا الوقت، مؤكدة على أهمية العلاقات الشخصية والاحترام المتبادل في التعاملات.
عبدالله الموسى: وضع خطط واستراتيجيات للنصف الثاني من العام
أكد عبدالله بن ناصر الموسى، وسيط ومسوق العقاري، على اختلاف إيقاع العمل العقاري في شهر رمضان المبارك، موضحًا: «نحرص على إعادة جدولة المواعيد والاجتماعات لتتناسب مع أوقات الصيام والعبادة. شخصيًا، أجد أن الفترة المسائية بعد صلاة التراويح هي الأنسب لعقد اللقاءات والجولات العقارية، خاصة مع تزايد تفضيل العملاء للتواصل الإلكتروني والمعاينات الافتراضية.”
وأضاف الموسى: «أعتبر رمضان محطة استراتيجية مزدوجة، فهو فرصة مهمة لمراجعة الأداء خلال الربع الأول من السنة، وتحليل النتائج، وتحديد النقاط التي تحتاج إلى تطوير، وفي الوقت نفسه، هو فرصة لوضع خطط واستراتيجيات للنصف الثاني من العام، استعدادًا لنشاط السوق بعد عيد الفطر المبارك.”
وعن تأثير توقيت العمل الرمضاني على وتيرة الصفقات وإتمام العمليات العقارية، قال الموسى: «التأثير موجود بلا شك، حيث تتباطأ وتيرة بعض الصفقات بسبب تغير أوقات الدوام الرسمي وتفضيلات العملاء الشخصية. لكن هذا التباطؤ لا يعني توقف السوق. بل على العكس، رمضان يمنحنا مساحة لترتيب الملفات العالقة، والتركيز على العملاء الجادين الذين يعتبرون الشهر الفضيل فرصة لعقد صفقات مدروسة بعيدًا عن زحمة المواسم الأخرى.”
وأكد الموسى أن السوق العقاري يشهد تغيرًا في توجهات العملاء وقراراتهم خلال رمضان؛ فبعض العملاء يؤجلون قراراتهم إلى ما بعد رمضان، بينما يعتبر البعض الآخر الشهر الفضيل فرصة مثالية للتفاوض بهدوء والاستفادة من العروض الرمضانية التنافسية. كما نلاحظ زيادة في طلبات التأجير قصير المدى والاستفسارات المتعلقة بالوحدات السكنية الجاهزة للاستلام.
ودعا الموسى عملائه وجميع المتعاملين في السوق العقاري لاستثمار هذا الشهر الفضيل ليس فقط في العبادات، بل أيضًا في تعزيز علاقاتهم التجارية، ومراجعة خططهم الاستثمارية، والاستفادة من الفرص العقارية المتاحة بروح إيجابية وتفاؤل، مؤكدًا أنهم كوسطاء ومسوقين عقاريين، مستعدون لخدمتهم بكل احترافية وشفافية، ومتمنين للجميع شهرًا مباركًا مليئًا بالنجاح والتوفيق.
مالك الجهني: تكثيف التواصل الإلكتروني والاجتماعات الافتراضية
أكد مالك الجهني، مدير المبيعات والحجوزات بشركة معارج العقارية، أن المتعاملين في القطاع العقاري خلال شهر رمضان المبارك يعتمدون على إعادة تنظيم أوقات العمل بما يتناسب مع طبيعة الشهر الفضيل، وأشار إلى أن التركيز ينصب على الاجتماعات والزيارات الميدانية في الفترات الصباحية أو بعد الإفطار، مع تكثيف التواصل الإلكتروني والاجتماعات الافتراضية لتسهيل العمليات دون التأثير على الإنتاجية.
وأضاف الجهني أن شهر رمضان يُعد فرصة مثالية لمراجعة الأداء وتقييم الفترة السابقة من جهة، والتخطيط والاستعداد للمرحلة المقبلة من جهة أخرى، ويتم خلال هذه الفترة تقييم أداء الربع الأول من العام، وتحليل المبيعات والصفقات السابقة، ووضع استراتيجيات للتحضير للفترة القادمة، وأوضح أن توقيت العمل في رمضان قد يؤدي إلى تباطؤ نسبي في إتمام بعض الصفقات بسبب تغير أوقات الدوام وتفاوت تركيز العملاء، ولكن في المقابل، هناك مستثمرون يستغلون هدوء السوق لإتمام الصفقات بشكل أسرع بعيدًا عن المنافسة الشديدة.
وعن تفضيلات وتوجهات العملاء، يرى الجهني أن هناك تغيرًا في سلوك العملاء، حيث يفضل البعض تأجيل اتخاذ القرارات الكبرى إلى ما بعد رمضان، بينما يعتبر آخرون الشهر الفضيل فرصة لعقد الصفقات مع وجود عروض خاصة وتسهيلات في الدفع تقدمها بعض الشركات لجذب المشترين.
ونصح الجهني جميع العملاء والمستثمرين باستغلال شهر رمضان المبارك في التخطيط الجيد لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة، ودعا الجميع للاستفادة من العروض العقارية الرمضانية التي قد توفر فرصًا مميزة، وتمنى للجميع شهرًا مباركًا مليئًا بالنجاح والتوفيق.