المدير وبيئة الأعمال الناجحة
د. مؤنس شجاع
دائما ما يرتبط نجاح بيئة الأعمال بوجود أشخاص في مناصب قيادية يديرون تلك المنظومة التجارية بكل احترافية وحيادية، ولعل المشاهد من تجارب وخبرات تؤكد لنا أنه مهما امتلكت تلك المنشأة التجارية من قوانين داخلية وسياسات وإجراءات تنظم العلاقة بين الموظف والشركة إلا أنه للمدير دور فعال وحاسم عند تطبيق تلك الأنظمة الداخلية سواء كان ذلك التطبيق بالجانب الايجابي أو السلبي!
وقد يحدث في بيئة الأعمال أن يواجه بعض الموظفين وهم غالباً “المتفانين في أدائهم” تسلط رئيس الإدارة أو المشرف المباشر لسبب أو لآخر بحيث دائماً ما يواجه ذلك الموظف عدم تعاون من قبل رئيسه أو إدارته أو عدم دعم ، بل وقد يواجه الموظف المميز تدقيق غير مبرر على كل كبيرة وصغيرة من حضور وانصراف أو عدم إنصاف في التقييمات الدورية أو البحث عن الأخطاء غير المقصودة في أداء المهام ومن ثم تطبيق أقسى الإجراءات والعقوبات في حقه مع ملاحظة أن هذا التشديد في الغالب هو موجه لشخص الموظف في الغالب دون غيره من زملائه الآخرين !
ويمكننا القول أن من أهم عوامل نجاح بيئة الأعمال هو وجود قيادات إدارية احترافية تنظر في الغالب إلى المصلحة العامة للمنشأة والتي يفترض أنها مقدمة على أي مصلحة فردية لمدير أو مشرف، كما تراقب كافة الأنشطة الإدارية عبر مقاييس إدارة الأداء الاحترافية المبنية على أساس علمي وفق منطقية بعيداً عن الأهداف غير الواقعية أو الصعبة التحقيق ومن جانب آخر تقف تلك الإدارة على مسافة واحدة من الجميع أثناء تعاملها مع الموظفين؛ بل يفترض منها تكريم أصحاب الأداء المميز ومكافأتهم وليس المحاربة التي يواجهونها؛ وفي الغالب تكون لتميزهم ولتّخوف ذلك المدير من أن تتم ترقيتهم ليأخذوا مكانه.
@MounesShujaa