شهد سوق العقارات الأمريكي بداية باهتة لموسم البيع الربيعي هذا العام، إذ سجلت مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة خلال شهر مارس أكبر تراجع شهري منذ أكثر من عامين.
ووفقًا لما أعلنته «الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين» اليوم الخميس، تراجعت مبيعات المنازل القائمة بنسبة 5.9% مقارنة بشهر فبراير، لتصل إلى معدل سنوي معدّل موسمياً يبلغ 4.02 مليون وحدة.
وشهدت جميع المناطق الأمريكية انخفاضًا في المبيعات على أساس شهري، إلا أن التراجع كان أكثر حدة في منطقة الغرب، التي تُعد الأغلى في البلاد، حيث بلغت نسبة الهبوط أكثر من 9%. ومع ذلك، كانت هذه المنطقة الوحيدة التي سجلت ارتفاعًا سنويًا في المبيعات، مدعومة بالنشاط القوي في ولايات جبال روكي، التي تستفيد من نمو قوي في سوق العمل.
وتعتمد هذه الإحصاءات على عمليات الإغلاق، مما يعني أن العقود المتعلقة بهذه المبيعات قد أُبرمت في شهري يناير وفبراير، خلال فترة كان فيها متوسط سعر الفائدة على القروض العقارية الثابتة لأجل 30 عامًا يتجاوز 7%. ولم تبدأ المعدلات بالانخفاض إلى ما دون هذه النسبة إلا بحلول 20 فبراير، بحسب بيانات «Mortgage News Daily».
ويأتي هذا التراجع في المبيعات رغم الزيادة الملحوظة في حجم المعروض من المنازل. ففي نهاية مارس، بلغ عدد الوحدات السكنية المعروضة للبيع نحو 1.33 مليون وحدة، ما يمثل ارتفاعًا يقارب 20% مقارنة بشهر مارس من العام الماضي. وبحسب وتيرة المبيعات الحالية، يغطي هذا المخزون فترة أربعة أشهر فقط، علمًا أن السوق المتوازن بين العرض والطلب يتطلب وجود مخزون يغطي ستة أشهر.
وقد ساهم ارتفاع المخزون وتباطؤ الطلب في كبح جماح الأسعار، حيث بلغ متوسط سعر بيع المنازل القائمة في مارس نحو 403.7 ألف دولار، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله لهذا الشهر على الإطلاق. ومع ذلك، اقتصر النمو السنوي في الأسعار على 2.7% فقط مقارنة بمارس 2024، مسجلًا أبطأ وتيرة ارتفاع منذ أغسطس الماضي، في ظل تراجع تدريجي بدأ في ديسمبر.