التناغم الإداري
د. مؤنس شجاع
إن الإدارة هي العنصر الأهم الذي تتم ممارسته في كافة القطاعات الحكومية أو التجارية وحتى القطاع الثالث “الخيري” وكما يقال “فالإدارة علم وفن” والفن هنا هو حجر الزاوية في النجاح الإداري عبر تطبيق ذلك العلم القديم منذ قدم ممارسة الإنسان للأعمال عبر التاريخ والذي تطور بشكل كبير خلال العقود القليلة الماضية.
وبالرغم من التطور الكبير والتعقيد في أنظمة المعلومات بالشركات والمنظمات التجارية والدقة العالية في تسلسل إجراء العمليات الإدارية وحوكمتها والمعايير الضابطة لها من أنظمة وقوانين ولوائح إلا أنه يبقى العامل الرئيسي في نجاح تلك البيئة هو التطبيق الواقعي لفن الإدارة من قبل المدراء والقيادات الإدارية بعد توفيق الله.
الكثير منا لديه خبرات في مسيرة حياته المهنية وخلالها لابد من أن تمر به عدة مواقف سواء بصورة مباشرة أو لزملاء العمل كانت سبباً إما في زيادة الحماس نحو الأعمال وإنجازها أو العكس كانت محبطة أو غير داعمة أو منفرة من بيئة الأعمال أدت إلى خروج الموظفين المتميزين من تلك المنشأة وفقد أو تأخير في المشاريع بسبب موقف أو قرار كان يمكن إدارته بصورة أفضل وأقل خسائر.
إن الثقافة التنظيمية في بيئة الأعمال لها دور فعال ومميز ومن الممكن أن تحكمها بعض القوانين الداخلية ولكن يبقى التناغم الإداري القائم بين الموظفين وقياداتهم هو الدافع الرئيسي لزيادة الإنتاجية والكفاءة الإدارية فبيئة الأعمال ليست فقط مكاتب فخمة أو مشروبات مجانية للموظفين بل هي مزيج متكامل من التعاون والثقة والعدل في تطبيق الأنظمة بين الموظفين وإدارتهم بالإضافة إلى الدور الإيجابي للترفيه والفعاليات الاجتماعية التي أثبتت الدراسات أنها تشجع بيئة الأعمال وتنميها، فالإدارة العليا وكافة الموظفين يعملون كفريق واحد ولابد أن يكون بينهم ترابط وتناغم إداري للنجاح وتحقيق الأهداف المطلوبة.
@MounesShujaa