الانحياز التأكيدي وخطورته على رواد الأعمال
تواجه الكثير من المشاريع الريادية مخاطر متنوعة على وجودها وبالذات في المراحل الأولى للانطلاق خلال السنتين الأولى والتي تشير الدراسات الإحصائية إلى أن نسبة أكثر من 90% من تلك المشاريع تفشل، وقد تعددت الأسباب حسب تلك الدراسات منها ما هو خارجي «كالسوق والمنافسة والقوة الشرائية» ومنها ما هو داخلي بحت يتعلق بالأفكار والأحاسيس التي يتبناها الشخص الريادي تجاه إدارته لمشروعه أو نوعية منتجاته وما إلى ذلك من مشاعر حيث ثبت أنه لها دورٌ فعال في نجاح أو فشل المشروع !.
يعّرف التحيز التأكيدي حسب علم النفس بأنه ميول الناس إلى معالجة المعلومات في موضوعاتهم من خلال البحث عن المعلومات التي تتوافق مع معتقداتهم الحالية التي يؤمنون بها وفي المقابل لا يعطون بالاً أو أهمية للمعلومات المناقضة لها وهو نوع من الانحياز المعرفي بحيث يبحث الفرد عن المعلومات التي توافق معتقده نحو قضية معينة أو منتج معين بينما يتجاهل الرأي المناقض له ويميل الشخص لهذا النوع من التحيز عندما يتعلق الأمر بقضية عالية الأهمية أو أنها تمس ذاته!
في العديد من حالات فشل المشروعات الريادية كانت هناك أسباب داخلية منها تمسك الشخص الريادي بنهج إداري معين لتحيزه له بأنه هو النهج الفعال بناء على ثقته العالية بنفسه وعدم استماعه للآراء الأخرى بينما الواقع أثبت أنه نهجه هذا لا يتناسب مع الأفراد العاملين معه، أو أن طريقه في معالجة الخلافات لا يتقبلها العالمين، من جانب آخر هناك لمثل هذا التحيز يقع به أصحاب المنتجات الغذائية بحيث يعتقدون أن منتجهم لذيذ ورائع «حسب رأيهم» ولكن يتجاهلون التغذية الراجعة من العملاء الذين لم يعجبهم أو طلبوا تعديلات ونتيجة هذه التجاهلات هو عزوف العملاء عن الشراء مرة أخرى وبالتالي فشل المشروع!.
@MounesShujaa