لماذا تفشل المشاريع؟ .. د. حسام يوسف

قد يظن بعض أصحاب المشاريع أن توفير السيولة هو السبب الرئيس لإنجاح مشاريعهم، لكن واقع الحال يؤكد أنه ليس بالمال وحده تحيا الأعمال وتنتعش، إنما بالتخطيط الجيد والإدارة الحكيمة، وتنفيذ مجموعة متكاملة من العمليات الإدارية، وعلى الجانب الآخر هناك مشكلات يصطدم بها أصحاب المشاريع منها عدم الواقعية فى تقدير الأرباح، فعندما يبالغ أصحاب المشاريع في توقع الإيرادات الكبيرة ويبنون على هذا التوقع أحلاماً كبيرة، ثم تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن، ليصدمهم الواقع بأرباح دون الطموح، فيعجزون عن الوفاء بالتزاماتهم مما يجعلهم يتعثرون، بينما ينبغي توقع أقل مستوى من الإيرادات والنمو التدريجي للمشروع بحيث لا تتجاوز الالتزامات المستحقة للغير الحد المستطاع، وإلا فلماذا تنتظر الشركات الكبري لسنوات ليس لتحقيق الربح، إنما فقط للوصول إلى نقطة التعادل أي توازن المصروفات مع الإيرادات، برغم المخصصات التي أنفقت، ثم يلي ذلك مرحلة تحقيق الأرباح .

ومن ضمن العوائق الكبيرة التى قد تعصف بالمشاريع هو الانطلاق من دون معرفة حجم العرض والطلب والمنافسين أو تحديد الحصة السوقية التي يجب أن تنتج، ومدى تناسب المنتج مع المستهلكين واحتياجاتهم، كما تلعب أساليب العرض الفعال دوراً أساسياً في رفع الطلب وزيادة نسبة المبيعات، ويأتي الدور الكبير على تخطيط الحملات التسويقية والبيعية للمنتجات حيث إن من يعمل في ظل غياب التخطيط هو كمن يخطط للفشل، ومن الضروري أيضاً احتساب المنفعة الحدية للسلعة، والكمية المناسبة للإنتاج حتى لا يتم اللجوء إلى التخزين وما قد يجره من تبعات وخسائر، ولا يجب إغفال توظيف كادر إداري مؤهل ومتخصص، فالإدارة الواعية سبب رئيس في نجاح المشروع أو انهياره والقضاء عليه .

وهناك مشكلة أخرى قد تصيب المشروع بالشلل حين يندفع بعض المنتجين الصغار نحو البيع الآجل إلى مدى غير مقبول، مما يجعل المشروع غير قادر على الاستمرار أوالتطوير بسبب غياب السيولة النقدية اللازمة وارتفاع نسبة المديونية، مما يعيده إلى نقطة الصفر، أما بالاقتراض من جديد أو التوقف بسبب عدم القدرة على السداد في الآجلين القصير والطويل، والعجز عن توفير المصروفات الدورية، والشهرية وتدبير الإيجارات والرواتب وغير ذلك .

dr_hossam22@yahoo.com

Exit mobile version