صناعة الفرص في زمن الركود
يمر السوق العقاري بمتغيرات اقتصادية كثيرة ويتأثر بها صعودًا وهبوطًا، وتؤدي في كثير من الأحيان إلى التحكم في مسار السوق، ونتيجة لهذه المتغيرات أو انتظار حدثٍ ما؛ ينتاب القطاع حالة من الركود المؤقت في حركتي العرض والطلب، أحيانًا تجد العرض متوفر ولكن لا يُلبي رغبات الطلب، وهنا أيضًا يشعر المتابعون بحالة ركود نسبي تسود السوق؛ لعدم القدرة على إتمام الصفقات العقا2رية، وكأن هنالك حالة من الضبابية تسود السوق، أو هنالك آمالًا وطموحات ستتحقق في مقبل الأيام التالية بتوازن السوق واعتدال الأسعار، هذه الحيثيات تنطبق على الواقع الذي نعيشه اليوم، وخاصة أن القطاع العقاري والمهتمين ينتظرون نتائج التوجيهات الأخيرة والتعديلات التي طرأت على نظام الأراضي البيضاء.
فترات الركود، رغم تأثيرها على العقاريين، إلا أنها فترة مهمة في دورة السوق العقاري، ففيها يلتقط المستثمرون أنفاسهم لتقييم أعمالهم السابقة، وتحسين وتجويد أعمالهم وترتيب أولياتهم، وهنالك رجال أعمال ينشطون في هذه الفترة حيث تمثل لهم فرصة سانحة لاقتناص صفقات واعدة بأسعار أكثر جاذبية على المدى الطويل، ويتطلب الأمر دراسة متأنية للسوق واختيار الاستثمارات التي تتمتع بأسس قوية وإمكانات نمو مستقبلية.
ومن سمات العقاري الناجح، خاصة إذا كان، وسيط عقاري، التكيف مع المتغيرات، إذ لم تعد الحلول التقليدية كافية، بل يتطلب الأمر تبني استراتيجيات مبتكرة، ومهارات متعددة ورخص مختلفة لممارسة أكثر من مهنة داخل القطاع العقاري، لأن فترات الركود والتباطؤ قد تستمر فترات طويلة قبل التعافي، وفي الجانب الآخر يجب على المطورين أن يعيدوا النظر في خططهم، بتنويع المشاريع وإنتاج وحدات عقارية مختلفة تتناسب مع كل شرائح المجتمع وبأسعار أكثر تنافسية مع التسهيلات اللازمة والمغرية التي يمكن أن توفرها الجهات التمويلية في هذه المرحلة، بجانب تنظيم الفعاليات والمعارض الصغيرة والحصرية؛ مثل أن يستهدف معرض (عقاري- تمويلي) العاملين في وزارة محددة، مثل هذه الأفكار البسيطة قادرة على إذابة الجليد وإعادة السوق إلى وضعه الطبيعي.
ومن أهم الأشياء التي يمكن أن تكسر حاجز الركود بناء شبكة علاقات مهنية قوية مع مختلف المتعاملين بالقطاع العقاري لتبادل الآراء وإيجاد الحلول للأزمات التي تواجه العمل.