التوقيت المناسب والخطط التسويقية.. سر نجاح المزادات
خالد الحميدي
السوق العقاري بشكل عام مرتبط ببعضه البعض، وأيضا مرتبط بأسواق أخرى، ولكن المزادات العقارية تخضع لتقييم ودراسات خاصة بالبيع في المزاد العلني، لذلك فقد يقل التأثر بالأسواق الأخرى بعض الشيء؛ وذلك بسبب طبيعة البيع في المزاد وطبيعة المشاركة والتنافس بين المشاركين والراغبين في الفرصة المعروضة بالمزاد، ونجاح المزادات العقارية أو تعثرها فهو نسبي ومتفاوت ومرتبط بعوامل وأسباب كثيرة، فهذا الأمر طبيعي جداً وليس جديدًا في عالم المزادات العقارية.
العوامل المؤثرة في نجاح المزادات العقارية:
- الخطط والوسائل التسويقية والإعلانية.
- الميزانيات المخصصة لتنفيذ الخطط التسويقية.
- مدة فترة الإعلان والتسويق للمزاد.
- الوصول للجمهور المستهدف وتحديد النطاق المطلوب.
- وقت وموعد ومكان إقامة المزاد.
- توفر مهارات الفريق الداعم للمشاركين والمهتمين بالمزاد.
- دراسة العقارات المعروضة من جميع الجوانب، مميزاتها، وعيوبها، وفرص تطويرها، وفرص الاستثمار فيها، وقيمتها السوقية وارتباطه بالتقييم لغرض البيع بالمزاد، وأيضا توفر اقتراحات أو أفضل استخدامات للعقارات المعروضة.
- وغيرها الكثير من العوامل والأسباب، منها المرتبط بالمزادات الحضورية فقط ومنها المرتبط بالمزادات الإلكترونية فقط، أو المزادات المدمجة ما بين النوعين، فكفاءة هذه الأسباب وقوتها تزيد من احتمالية نجاح المزاد والعكس صحيح، ضعفها أو ضعف أحدها قد يسبب عدم نجاح المزاد.
بالمقابل، هناك أثر كبير في التوقيت الزمني للمزاد، فتحديد وقت مناسب لإقامة المزاد أمر مهم جداً فلابد من الحرص على عدم تعارض موعد المزاد مع أي حدث رسمي يهم المجتمع عامةً أو مع مناسبات وطنية او رياضية أو مواسم دينية مثل: شهر رمضان المبارك وموسم الحج، وأيضا مواعيد الإجازات الرسمية، فهذه كلها لها أثر على نتائج المزاد إما في نسبة النجاح أو مستوى عدد المشاركين أو صدى المزاد، فالتوقيت الزمني للمزاد أمر في غاية الأهمية.
تسعير أو تثمين العقار
وتلعب آلية تسعير أو تثمين العقار دورًا كبيرًا على السلوك العام للمشاركين والمتنافسين على العقارات المعروضة بالمزاد، فطبيعة تثمين العقار لغرض بيعه في مزاد علني يعتبر فرصة للراغبين في اقتناصه ومن المحتمل أيضا زيادة عدد المتنافسين عليه، «باختصار: عالم المزادات عالم ممتع ومشوّق والفرص فيه ببعض الأحيان لا تتكرر إلا نادراً».
لا يوجد مزاد يخلو من أدوات التسويق العقاري لغرض الوصول لأكبر قدر ممكن من المهتمين وتوسيع نطاق الوصول للمزاد، ولكن يختلف مزاد عن مزاد آخر في طريقة استخدام تلك الأدوات والاستغلال الأمثل لها وسد الفجوات والثغرات للحصول على قيمة تسويقية عالية، فالجهود تختلف، وأيضا لا ننسى أن توظيف التقنية والوسائل الحديثة بمنصات التواصل الاجتماعي والمنصات العقارية لتوسعة نطاق الوصول للمزاد وتفاصيله التسويقية.
التنسيق بين منظمي المزادات
من باب تخفيف الأثر لابد من التنسيق في عدم تداخل الفترات التسويقية والإعلانية لمزادات متقاربة؛ وخصوصاً إن كانت تضم نفس نوعية استخدام العقارات وتحديداً في نفس المنطقة، فإن حصل ذلك قد يحدث أثر على كلا الطرفين أو أحدهما، ومن الأفضل تباعد مواعيد فترات المزادات لمزيد من التشويق والتعطش للمشاركة والمنافسة على الفرص، فغالباً نقدم نصائحنا للجهات المنظمة للمزادات بالتنسيق فيما بينهم للاتفاق على جداول زمنية لإقامة المزادات وخصوصاً الحضورية لكي تخدم الجميع البائعين والمشترين والمنظمين أيضاً.
من أبرز الممارسات والسياسات التي أرى أنها تساهم في تعزيز نجاح المزاد العقاري هو اختيار موقع مناسب للمزاد «الحضوري» وسهل الوصول له من قِبل أغلب المشاركين، وأيضاً اختيار منصة رقمية مناسبة لإقامة المزاد الإلكتروني بحيث تكون سهلة الاستخدام تمتاز بوضوح المزايدات فيها، وقوة الدعم الفني وسهولة التواصل معهم، ويفضّل الدمج بين الحضوري والإلكتروني في المزادات العقارية مع توفير جميع الوسائل الخدمية والتقنية في الموقع واختيار مقدم ومحرج مميز ومبدع في قدرته على الربط بين المزايدات الحضورية والإلكترونية في صالة المزاد.
محرج المزادات العقارية