قمة “التحالفات السياسية والاقتصادية” بين الدول العربية واللاتينية تنطلق اليوم بالرياض

تستضيف الرياض اليوم القمة العربية اللاتينية الرابعة التي دعا لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- وتستمر لمدة يومين, وذلك لمناقشة ملفات مهمة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية إضافة إلى تبني مشروع إعلان الرياض الذي سوف يصدر عن القمة لأهم القضايا المطروح على أعمالها.

وتأتي هذه القمة التي تشارك فيها ثلاث وثلاثون دولة عربية وإسلامية ودول أمريكا الجنوبية في ظروف استثنائية وظروف الأوضاع التي تعيشها بعض الدول العربية مثل فلسطين وسوريا والعراق واليمن وتطورات الأوضاع في هذه الدول, كما سوف تبحث القمة موضوع التجارة الحرة بين هذه الدول وموضوع الاستثمار بين هذه الدول وتعزيز مستوى التمثيل التجاري بين الدول المشاركة في هذه القمة إضافة إلى بحث الاستثمار الزراعي والتبادل التجاري.

 قضايا شائكة في انتظار القمة

يأتي توقيت القمة العربية اللاتينية الرابعة في توقيت تزدحم فيه الملفات الحساسة والقضايا الدولية الشائكة التي من المنتظر أن تتخذ حيالها تنتظرها قرارات وتوصيات  في غاية الأهمية مثل القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب وإنشاء قوة عسكرية عربية والوضع في سورية وليبيا واليمن وتطورات معاهدة عدم الانتشار النووي, كما على أجندة القمة أيضا جوانب مثل تطوير آلية للتعاون في مجالات الاقتصاد والثقافة والتربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة، وذلك لتحقيق التنمية الدائمة في تلك البلدان.

ثلاث وثلاثون دولة مشاركة

تتكون القمة العربية الجنوبية من 33 دولة و12 دولة من أمريكا الجنوبية (الأرجنتين، بوليفيا، البرازيل، شيلي، كولومبيا، الإكوادور، جويانا، باراجواي، بيرو، سورينام، أوروجواي، فنزويلا)، و22 دولة عربية (الجزائر، البحرين، جزر القمر، مصر، الإمارات، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، موريتانيا، المغرب، عمان، فلسطين، قطر، السعودية، الصومال، السودان، تونس، اليمن، جيبوتي)، إضافة إلى مشاركة كل من جامعة الدول العربية واتحاد دول أمريكا الجنوبية.

حصاد عشر سنوات من التعاون

استضافت البرازيل القمة الأولى في مدينة برازيليا في مايو 2005, وبينما عقدت الثانية في مارس 2009 بالدوحة والثالثة بليما في أكتوبر 2012, وحققت هذه القمم نتائج إيجابية على المستويات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية, ستجسد القمة عشر سنوات من التقارب والمواقف المشتركة بين الطرفين. خصوصًا بعد المكتسبات الملموسة وأبرزها التقارب السياسي ووجهات النظر وأيضا تعزيز التبادل التجاري الذي سجل قفزات كبيرة خلال القمم الماضية. حيث نشطت حركة التجارة بين الدول العربية واللاتينية حتى بلغ حجم الاستثمارات 30 مليار دولار في 2014 مقارنة بـ 6 مليار في عام 2005.

قمة التحالفات السياسية والاستثمارية

من المؤكد أن هذه القمة لديها فرصة كبيرة لنقل الأطراف المشاركة لمستوى تحالف دولي قوي وفاعل ينتظر من خلاله أن تدعم الدول اللاتينية المواقف العربية السياسية بالدرجة الأولى، وخاصة في قضايا حساسة مثل القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب وما تدعمه من دول مثل إيران وكذلك وبعض ما تمر به المنطقة من تحولات خطيرة.

بالمقابل تتوقع الدول اللاتينية من الدول العربية مساندة فاعلة خاصة في الجانب الاقتصادي وصولاً لمساندة في محطات سياسية أبرزها قضايا أممية وإشكالاتها مع منظمة التجارة العالمية. وأن تركز الدول العربية على شراكات اقتصادية فاعلة خاصة مع الدول اللاتينية المتقدمة في مجالات مثل صناعة الطائرات والتكنولوجيا الاستثمارية.

Exit mobile version