خلال مشاركته في «أسبوع العقار والمقاولات» الذي نظمه مركز دعم المنشآت – التابع لهيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة – كشف عبد الحميد الرشودي، الأمين العام للهيئة السعودية للمقاولين، عن أن قيمة المشاريع المُعلَن عنها في المملكة بلغت هذا العام نحو 2.2 تريليون ريال، مشيرًا إلى أنّ قطاع المقاولات يرفد الناتج المحلي بنحو 8 %، ويزخر بفرص استثمارية «بحجم منجم ذهب» في ظل الكم الهائل من المشروعات الجارية، ولا سيما بعد إعلان استضافة كأس العالم 2034.
21 مبادرة لتطوير القطاع
الرشودي أوضح أنّ الهيئة السعودية للمقاولين تجمع حاليًّا كل التحديات التي تواجه المقاولين من مختلف الجهات، وقد حدّدت 21 فرصة لتطوير القطاع يجري العمل عليها بالتوازي مع مراجعة بعض اللوائح التنفيذية لدى جهات حكومية عدة. وأبرز التحديات – من وجهة نظره – هو التمويل، بعدما قفزت أسعار الفائدة على مدى العامين الماضيين، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الفجوة التمويلية تمثّل بابًا واسعًا للاستثمار؛ إذ لا تزال محفظة تمويل المقاولات أقلّ من احتياجات السوق.
الحاجة إلى 25 مليون مدير مشروع عالميًّا
بحسب دراسات عالميّة، سيحتاج العالم إلى قرابة 25 مليون متخصص في إدارة المشاريع بحلول 2030. وفي المملكة يضم القطاع 314 ألف منشأة، منها 40 ألفًا تُشغّل ستة عمال فأكثر. بينما تجاوز عدد المنشآت المسجَّلة اختياريًّا في الهيئة 20 ألفًا. ولتمكين الشباب السعودي، أطلقت الهيئة برنامج «المقاول المتخصص» لمدة ثلاثة أسابيع، وتعمل على آلية لربط هؤلاء المقاولين بالشركات الكبرى عبر عقود مشتركة تمتد عامًا كاملًا.
الأمن السيبراني… هاجسٌ لا بد منه
الرشودي شدّد على أن الأمن السيبراني بات هاجسًا حقيقيًّا؛ فالتحول الكامل إلى الأنظمة الإلكترونية مع وقف المعاملات الورقية يستدعي ضمان استمرارية المنصّات بنسبة توافر عالية، إذ قد يعرقل أي انقطاع للخدمة سير المشروعات. ولفت إلى أن هيئة المقاولين تُنجز حاليًّا أكثر من 95 % من خدماتها إلكترونيًّا.
جذب كيانات عالمية وتكتلات محلية
وأكد الأمين العام أن السوق السعودي يُعدّ من أكبر أسواق المقاولات في العالم، ما دفع الهيئة إلى تنظيم مؤتمرات دولية خارج المملكة لاستقطاب شركات عالمية. كما حثّ المنشآت المحلية على الاندماج لتسريع تحقيق المستهدفات، كاشفًا عن ظهور أربعة إلى خمسة تكتلات كبرى أخيرًا، لكن القطاع – الذي يضم أكثر من 300 ألف منشأة – لا يزال بحاجة إلى مزيد من الاندماجات. وقد طرحت الهيئة ملف الاندماجات للنقاش عبر منصتها الإلكترونية، إلا أن التجاوب كان دون المأمول.
ضمن خطتها الإستراتيجية، تستهدف الهيئة أن تمتلك المملكة أكثر من عشرة مقاولين يصنَّفون ضمن النخبة العالمية، إضافة إلى أكثر من 50 مقاولًا إقليميًّا بحلول 2030. وأشار الرشودي إلى مفاوضات جارية مع ثلاث إلى أربع جهات دولية لعرض مشاريعها في السعودية، حيث يجري تقييم تلك العروض؛ إذ يتم تنفيذ أكثر من 90 % من الأعمال الإنشائية حاليًّا في موقع المشروع، بينما تطمح الهيئة إلى رفع نسبة الأعمال المصنعية لتتجاوز 70 %.