أكد صقر الزهراني، مهتم بالتسويق، أن التجربة في الترويج للمشاريع العقارية أو المزادات عبر المؤثرين والجهات التسويقية أثبتت أن الأمر أكثر تعقيدًا من كونه مجرد إعلان عابر، موضحًا أن المؤثر في جوهره لا يبيع منتجًا، بل يخلق وعيًا، يفتح باب الفضول ويولّد حالة نقاش حول المشروع. أما الجهات التسويقية الخاصة، فهي تختصر الوقت وتوفر خبرة متراكمة في إدارة الحملات، مما يرفع من كفاءة التنفيذ ويجنب المعلن أخطاء التجربة الفردية. ومع ذلك، يظل المنتج الجيد هو الركيزة الأساسية، فالتسويق مهما كان متقنًا لن يعوض ضعف المنتج.
وأبان الزهراني أن التسويق الحقيقي ليس مجرد إعلان أو معالجة لاحقة للمشكلات، بل يبدأ من لحظة تصميم المنتج نفسه؛ من اختيار الموقع، مساحة الوحدات، أنماط البناء، وآليات التمويل، وأشار الزهراني إلى أن تصميم المشروع وفق فهم عميق للسوق واحتياجات العملاء، ليصبح الترويج لاحقًا أقرب إلى تسليط الضوء على قيمة موجودة، لا محاولة خلق قيمة من العدم.
وعن إيجابيات الإعلان عن طريق المؤثرين، قال الزهراني: «من أبرز الإيجابيات التي ظهرت في هذه التجربة سرعة الوصول للجمهور المستهدف وخلق حالة وعي ملحوظة في فترة قصيرة، لكن التحديات لا تقل أهمية، وعلى رأسها ارتفاع التكلفة وصعوبة قياس الأثر بدقة، فالربط بين إعلان مؤثر وبين قرار شراء عقاري ليس خطًا مستقيمًا، بل عملية معقدة تتداخل فيها عوامل اقتصادية واجتماعية وقرارات جماعية».
الفرق بين الترويج للمشاريع العقارية والمزادات
وأفاد الزهراني أن الفرق بين الترويج للمشاريع العقارية والمزادات فرقًا جوهريًا؛ فالمشروع العقاري يحتاج خطة متواصلة لا تقل عن 120 يومًا، تشمل مراحل التوعية، بناء الثقة، وتغذية العميل بمعلومات متدرجة. أما تسويق المزاد فهو أقرب لحدث لحظي أو «كرنفال”، يلعب فيه المؤثر دور (الشو) أكثر من كونه صانع قرار. فالجمهور المستهدف هنا قطاع خاص، وقراراته عادةً ليست فردية بل جماعية ومبنية على اعتبارات مالية وقانونية.
وكشف الزهراني أن التكاليف بدورها تمثل معضلة؛ حيث أن متوسط إعلان المؤثرين يتجاوز 30 ألف ريال، وإذا لم يكن المشروع مدعومًا باستراتيجية مزيج تسويقي متكامل (منتج، تسعير، قنوات، ترويج) فإن الإنفاق يتحول إلى حرق أموال، بينما إذا اجتمع المنتج القوي مع المؤثر الموثوق، تتشكل «هالة وعي» تعزز من التكامل بين الإدارات وتضاعف الأثر على المدى المتوسط.
ونصح بأهمية التدقيق والتريث في عملية اختيار المؤثر، قائلًا: «كما تختار شريكًا لمشروعك أو زوجًا لابنتك! فالسمعة الطيبة تضيف للعلامة التجارية، بينما السمعة السلبية قد تجر ضررًا يصعب تداركه. المؤثر صاحب القيم ليس مجرد وسيط دعائي، بل عنصر يبني ثقة ويترك بصمة مستدامة في السوق.»
وختم الزهراني حديثه لـ «أملاك” بقوله: «إن الترويج عبر هذه القنوات ليس حلاً سحريًا، بل أداة ضمن منظومة أشمل. أثرها قصير المدى إن استُخدمت بمعزل، لكنه يصبح استثمارًا طويل الأمد إذا اندمج مع استراتيجية متكاملة تراعي دورة حياة المنتج العقاري وسلوك المشتري.»
@saqarrealestate