مستقبل التحول الرقمي في السوق العقاري
إبراهيم قماش
التحول الرقمي لم يعد مستقبلًا ننتظره، بل أصبح الحاضر الفعلي الذي يغيّر ملامح السوق العقاري في السعودية. اليوم، التقنية هي الوسيط الحقيقي والمصدر الأساسي للمعلومة العقارية التي تُبنى عليها قرارات الشراء والاستثمار.
من أبرز التحديات التي تواجه السوق غياب التنسيق بين المنصات العقارية المختلفة، ما يجعل المستخدم مضطرًا للبحث في أكثر من تطبيق للحصول على نفس المعلومة. الحل يكمن في التكامل والربط بين الجهات الحكومية والمنصات الخاصة لتوحيد البيانات وضمان دقتها وسهولة الوصول إليها.
التقنيات الأهم في المرحلة القادمة ستكون تحليل البيانات والمؤشرات الذكية، لأنها تمكّن من تقييم العقارات وتسعيرها بدقة وسرعة، وتدعم القرار الاستثماري الواعي. ومع انتشار المنصات الرقمية، أصبحت المعلومات متاحة للجميع بعد أن كانت حكرًا على أهل الخبرة، مما رفع مستوى الشفافية والثقة في السوق.
الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من العمل العقاري، من تحليل الأسعار وتقييم العقارات إلى التسويق واستهداف العملاء. وفي المستقبل القريب، سنشهد أول صفقة عقارية متكاملة في السعودية عبر تقنية البلوك تشين، التي تضمن أمان المعلومات وشفافية نقل الملكية.
ومع كل هذا التطور، تبقى التقنية أداة مساندة لا بديلًا عن العنصر البشري، فهو القلب النابض للوساطة العقارية وصاحب القرار النهائي.
نجاح التحول الرقمي يتطلب تعاونًا فعّالًا بين وزارة العدل، وهيئة الاتصالات، والهيئة العامة للعقار مع التطبيقات العقارية الخاصة، لضمان التكامل وسرعة الوصول للمعلومة الدقيقة. كما أن تطوير وربط الأنظمة الحالية مثل مؤشر العقار والسجل العقاري سيجعلها المرجع الموحد للمعلومة العقارية في المملكة.
سوق PropTech السعودي أمامه فرص نمو هائلة، والاستثمار في التقنية العقارية هو الفرصة الذهبية القادمة.
رسالتي للمستثمرين الشباب: الفرصة الآن، ومن يدخل مبكرًا سيكون له السبق والمكانة في مستقبل السوق العقاري الذكي.
@Igree2040