وسط التحول الرقمي المتسارع الذي يشهده القطاع العقاري السعودي، جاءت خدمة «ديجيتار» لتشكّل نقلة نوعية في طريقة إدارة وتسويق الوحدات العقارية، إذ أن الخدمة الجديدة التي أطلقتها وزارة البلديات والإسكان ضمن منظومة «سكني»، تجمع بين الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتمنح الوسطاء العقاريين والمطورين منصة موحدة تُبسّط عمليات النشر والتسويق، وتُعزز من سرعة البيع ودقة الوصول إلى العملاء الجادين.
صحيفة أملاك العقارية استطلعت الآراء حول تأثير «ديجيتار» على الوسطاء العقاريين، فكانت الحصيلة التالية.
أوضح عبدالرحمن كليب – شريك في (منصة وسيط)، أن تمكين الهيئة العامة للعقار لتولي مهام التشريعات والأنظمة وخاصة التقنية، ساعد في إنشاء البروبتك وهي حاضنة ومسرعة مخصصة للأفكار التقنية، تربط أصحاب الأفكار بالمستثمرين والمهتمين لتبني هذا التحول الرقمي.
وأبان أن أبرز العقبات التي تواجه الوسيط العقاري هي (الفئة العمرية)؛ مشيرًا إلى أن الأشخاص أعلى من 55 سنة متأقلمين على الأدوات التقليدية ولا يهتمون بالتقنية، (فمن لم يتقدم يتقادم)، هذا بالإضافة إلى تأثير البيئة المحيطة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون أكثر تأثيراً سواء داخل العقار أو في التسويق والبحث والتحليل.
وعن ميزان القوة والثقة في السوق بعد اعتماد منصة «ديحيتار” أمن كليب على أن قرار الشراء يعتمد على الميزانية وقوة البيانات، فيوجد منصات عقارية متخصصة في البيانات وتحليلها الأكثر تنفيذاً وأسعار المتر والمتوسطات الإيجارية، فكلها تصب في سهولة تجربة العميل، مؤكدًا أنه كلما كانت الأرقام من مصادر موثوقة كالبورصة العقارية كلما هناك جذب للمستمرين، لأن المستثمر يعتد عمله على لغة الأرقام وليس التخيلات.
وأشار كليب إلى أن الوساطة العقارية تعتمد على مهارات لا يتقنها الذكاء الاصطناعي مثل المفاوضات والإقناع مثلًا، لذلك يمكن ان نعتبر التقنية أداة فعالة في الوساطة العقارية ولا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري.
وطالب كليب الوسطاء بمواكبة متطلبات السوق التي تتجه نحو التقنية، وتحسين قدراته فيها وقبول التوصيات والملاحظات والحلول الجديدة من أصحاب المشاريع التقنية؛ حتى يكون متمكنًا من التسهيلات والتسريع في علميات الربط، وخاصة إذا كانت التوقعات تشير إلى أن جميع الخدمات والعمليات العقارية المتكاملة مربوطة في بعضها (الهيئة العامة للعقار + هيئة الزكاة والدخل + البورصة العقارية أو السجل العيني للعقار)؛ مما يعني إتمام الصفقات بلمس الأيقونات، وكذلك استخراج الصك باسم المالك الجديد. وتوقع كليب تواجد الكثير من التطبيقات السعودية والأجنبية في القطاع، مُبينًا أن التطبيق المعتمد على الابتكار وتسهيل الحلول سيستمر، والمعتمد على التكرار سيخرج سريعاً.
وفي ختام حديثه، نصح عبدالرحمن كليب بالاعتماد على الابتكار والتخصص، وهذا ما يبحث عنه الناس في السوق العقاري وتعزيز الشراكة من خلال الدعم المعنوي بالتسهيلات والتشريعات والاشترطات غير المعقدة ومن خلال الدعم المادي إما بتمويلات غير مستردة أو تخفيض التكاليف الحكومية.