تناولت المجالس في الآونة الأخيرة قضية «فواتير المياه» التي رشحت بأسعار خرافية مقارنة بالفواتير السابقة أدهشت المسؤولين والمختصين في هذا القطاع الحيوي المهم الذي لا يمكن لأحد أن يستغنى منه بأي شكل من الأشكال.
وبالرجوع لأصل المشكلة نجد أن الزيادة التي طرأت على قيمة الفواتير من المفروض أن تكون بسيطة وغير محسوسة نسبة لأن هذا القطاع يعتبر خدمي أكثر مما هو ربحي, وما حدث في الفواتير على الأرجح خطأ وخلل في مكان ما في المنظومة الحاسوبية أربك المواطنين وأدخلهم في الحسابات الدقيقة وجعل كل رب أسرة يضرب «أخماسه في أسداسه» حتى يجد لهذا البند الجديد موطأ قدم في ميزانية الأسرة, وخاصة نحن نتحدث عن الطبقات ذات الدخل المحدود التي لم تكن يوماً فاتورة المياه في أجندة حساباتها.
هذه الفواتير التي ألجمت فم كثير من المواطنين صارت لغزاً يبحث عن حل!! وعلينا أن ندرك الخلل إذا تتبعنا مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت مرصداً حقيقياً لواقع المواطن ويومياته بكامل تفاصيلها؛ فأحد المغردين عندما لم يطق صبراً نشر على يومياته قيمة فواتيره الخاصة الأولى بقيمة 98000 ريال والثانية بقيمة 20500 ريال والثالثة 15500 ريال والرابعة بقيمة 1300 ريال, والشيء الذي يجعلنا أن نتيقن هذه الأرقام ناتجة من خطأ في أحد أركان النظام- ( قراءة العداد أم العمليات الحسابية في تطبيق التعرفة أم الإدارة أم هنالك مشكلة فنية في التمديدات والتوصيلات)- هو نزول الفاتورة 50% من قيمتها عند زيارة بعض المراجعين لمكاتب وفروع الشركة الوطنية للمياه, وما يعضد ما ذهبنا إليه تأكيد معالي وزير والكهرباء عبدالله الحصين على أن تكلفة فاتورة مياه المنزل لا تصل إلى نصف قيمة فاتورة جوال فرد وأحد من الأسرة، نافياً أن تكون الوزارة قد حمّلت المواطن تكاليف التمديدات وغيرها من الخدمات الإنشائية.
الجهات المختصة لا تحتاج منا لتوصية لتبحث عن موضع الخطأ ومعالجته, وقبل ذلك إيقاف إصدار الفواتير حتى يستجلي الأمر ويستبين .. !! ومن ثم نطالب بممارسة الشفافية المطلقة مع الإعلام والمواطن الذي يعتبر الشريك الأول في هذه المنظومة لأن الخدمة قامت من أجله بتوضيح موطن الداء.
هذه هي فرصة لتقييم الأداء وتحسينه وتجويده, حتى تكتمل الكفاءة في تقديم الخدمة, ويمكن أن يتشعب الأمر ليشمل كيفية ترشيد المياه بشكل أفضل ومعرفة مدى استجابة المواطن لاستخدام أدوات وأجهزة الترشيد الذكي للمياه التي تعتبر ثروة قومية يجب الحفاظ عليها.
رئيس التحرير
azizes@amlakmail.net