في كثير من المجالس دائمًا ما يوجه لي سؤالاً تكرر مئات المرات!؟ أرغب بشراء منزل لكن البنك لم يوافق على تمويلي.. وحين أنظر للرجل السائل؛ فإذا هو من متوسطي العمر ومِن مَن هم في بداية حياتهم الأسرية ولديه اثنان أو ثلاثة أبناء، ومتوسط دخله ما بين 12 – 18 ألف ريال.
الاستثمار لامتلاك بيت العمر
الجميع لديه الطموح في امتلاك منزل جيد لكن لابد أن يكون الاختيار ملائم، ووفق الاحتياج، وأن تكون لديه خطة جيدة لها أثر على المستوى المعيشي في المستقبل؟ إدراك احتياجات الفرد الحالية من السكن بناءً على ميزانيته المقدرة، والسعي نحو تحسين الحالة المعيشية وتطويرها عبر الاستثمار الصحيح لامتلاك بيت العمر في مدة لا تتجاوز الـ 10 سنوات يُعد أمرًا ممكنًا مع التخطيط الجيد والقراءة الصحيحة للمستقبل.
ميزانية السنوات العشر الأولى
في السنوات العشر الأولى من الزواج وما يسبقها من سنوات قليلة تكون كل القرارات الشرائية مؤثرة تأثيراً مباشراً وفعالاً على المستقبل الاقتصادي للفرد وأسرته إذ لا بأس بأن تسكن في شقة من ثلاث أو أربع غرف تناسب احتياجاتك وميزانيتك من خلال استقطاع الثلث من دخلك، والثلث الآخر يتم استثماره في أسواق المال، أما الثلث المتبقي من الدخل فهو مخصص للمصاريف المعيشية الأخرى التي ينبغي لها أيضًا أن تناسب وضعك الحالي وتخدم أهدافك وطموحاتك.
الارتقاء في السلم العقاري
لذا حصول الفرد على سكن صغير مناسب لاحتياجه يستثمر فيه ثلث من دخله لمدة عشر سنوات سيحقق له نموًا في أصل الشقة التي ستزيد قيمتها السوقية بعد فترة قصيرة مع زيادة قيمة العقارات ككل، وبهذه الطريقة يوفر الفرد قيمة إيجار السكن، وستزيد قيمة الأصل السوقية (الشقة)، وسيتحقق له عائدًا جيدًا من خلال استثماره في أسواق المال.
هنا تكون قد حققت مفهوم الارتقاء في السلم العقاري، وكذلك الارتقاء في المستوى المعيشي، واستخدمت الأصل الذي تملكه كمحفظة استثمارية فعّالة واستفدت من ارتفاع سعر العقار المملوك لتنتقل بعدها إلى مسكن أكبر مناسب للمرحلة التالية من احتياجاتك اعتمادًا على قيمة سكنك الحالي إلى جانب الأرباح المتراكمة لاستثمارك في أسواق المال.
التخطيط الشامل لمعرفة الاحتياجات
في حين حصولك على مسكن العمر في بداية الحياة الزوجية يستهلك من دخل الفرد 60 بالمائة بالإضافة إلى 7 بالمائة تكاليف الصيانة السنوية مما يُشكل على الفرد أعباءً مالية متراكمة على سنوات طويلة تمتد لأكثر من 20 سنة ولا يمكنه توفير أي مبلغ للاستثمار.
الأمر بكلا الحالتين يعتمد على فهمك لمصطلح “الأصل” وهو ما يمتلكه الفرد ويكون ذا قيمة مادية محددة ويُدر عليه عائد أو ربح، ففي حال امتلاك الفرد لأصل يستنفذ كل دخله أو أغلبه تقريبًا على مدار 20 عامًا يتحول هذا الأصل إلى عبئ عليه، إذ أنه لا يدر عليه أي أرباح بل العكس؛ لذلك يجب التخطيط الشامل لمعرفة احتياجاتك والتزاماتك قبل اتخاذ أي خطوة تؤثر على مستواك المعيشي في بداية العمر دون إدراك لعواقب القرار، وباتباعك لمفهوم الارتقاء في السلم العقاري سيتحقق لك الاستقرار المالي.
*مؤسس ورئيس مجلس إدارة فيو