حسم الناخبون البريطانيون أمر وجود دولتهم داخل الاتحاد الأوروبي بالتصويت يوم الخميس الفائت على المغادرة, مما يمثل أكبر انتكاسة خلال العشر سنوات الماضية عاصفة بمشروع الوحدة الأوروبية.
وعاشت القارة العجوز لحظات عصيبة وهي تحاول أن تستوعب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي, الذي سوف يتكبد خسائر فادحة في الفترة القادمة على الرقم من بوادر التفاؤل التي بعثها بها بعض المسؤولين في الاتحاد.
حيث صرح يورين ديسلبلويم رئيس مجموعة وزراء مالية منطقة اليورو بأن بريطانيا اختارت طريق عدم الاستقرار بخروجها من الاتحاد الأوروبي فيما قال وزير المالية الهولندي في لاهاي: “نحن في الاتحاد الأوروبي يتعين أن نقوم باختيار آخر” مضيفا أن “عدم الاستقرار هو آخر ما نحتاجه هنا في أوروبا وفي منطقة اليورو”، وذكر أن قرار بريطانيا لن يؤدي إلى أي تغييرات داخل منطقة اليورو، مؤكداً عزم منطقة العملة الأوروبية الموحدة على مواصلة الطريق نحو الانتعاش الاقتصادي، وأعرب ديسلبلويم عن توقعاته أن تعود أسواق المال والبورصات إلى الاستقرار سريعا، مستبعدا أن تصاب أوروبا بحالة من الذعر.
وفي نطاق التأثيرات المباشرة أغلقت الأسهم الأوروبية تعاملاتها اليوم على انخفاض تحت ضغط خسائر حادة لأسهم البنوك بعد تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهبط الجنيه الاسترليني لأدنى مستوى له في 31 عاما كما محا هبوط الأسهم حوالي 650 مليار يورو (726 مليار دولار) من القيمة السوقية للأسهم الأوروبية المدرجة.
كما أنخفض مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 6.6 %. كما هبط المؤشر ستوكس يوروب 600 الأوسع نطاقا بنسبة سبعة % إلى 321.9 نقطة مسجلا أكبر خسارة في يوم واحد منذ 2008، وانخفض مؤشر إم.آي.بي الإيطالي والمؤشر إيبكس الأسباني 12.5 % و12.4 % على التوالي تقودهما بشكل أساسي أسهم البنوك.
كما خسر مؤشر قطاع البنوك الأوروبي 14.5 % ليتصدر القطاعات الخاسرة في القارة، وهوت أسهم بنوك باركليز ورويال بنك أوف سكوتلند ولويدز البريطانية بما يتراوح بين 17 و20 %، ونزل مؤشر قطاع التأمين الأوروبي 11.3 % كما هبط مؤشر السيارات 8.7 بالمئة، واغلق مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني على تعويض بعض خسائره منخفضا 3.2 %.