في أمسية استثنائية وأجواء مفعمة بالمحبة والتواصل والتعارف شهدت مدينة الرياض أمسية الأربعاء الماضي الرابع من يناير 2017 أجمل لياليها العقارية حيث أحالت طقس المدينة البارد إلى دافئ بحرارة النقاش المستفيض في القضايا الاقتصادية الراهنة, وقد لفت انتباه رجال الأعمال الذين تدفقوا تباعاً للديوانية حُسن الترتيب والتنظيم وتهيئة المكان بصورة رائعة والذي تم من قبل المنظمين ورجل الأعمال أحمد السيف مستضيف وراعي ديوانية الأربعاء, وذلك بحضور فريق من صحيفة أملاك العقارية بمشاركة رئيس التحرير الأستاذ عبد العزيز العيسى.
الدخيل: هل الانخفاض في “التجاري أم السكني”
شرف الاجتماع عدد كبير ونخبة مقدرة من العقاريين ورجال الأعمال من كل القطاعات حيث ألقى الأستاذ عبدالله عبدالعزيز الدخيل كلمة رحب فيها بالحضور مثمناً فيها مشاركتهم في هذا المحفل العقاري المهم متطرقاً لعدد من التساؤلات التي تلتف حول اقتصاديات العقار وذلك عبر محور وضع السوق العقاري في الوقت الحالي هل ركود أم انخفاض في التجاري أم في السكني؟
العجلان: الخارطة الاقتصادية ستنجب أسماء جديدة
ومن جانبه طمأن الأستاذ خالد بن محمد السعد العجلان في كلمته الحضور بأن السوق العقاري بخير وأمن وأمان فهو لازال يتمتع بخاصية العقار يمرض ولا يموت, وظل يسجل استقراراً وانتعاشاً ملحوظاً, وهو يقاوم أحلك الظروف الاقتصادية والتقلبات العالمية والإقليمية, وأبان خالد العجلان ومنذ نهاية عهد الملك خالد بن عبد العزيز (يرحمه الله) لم ينكمش العقار عدا هذا العام وبنسب قليلة ومتفاوتة من منطقة أو مدينة إلى أخرى, مضيفاً: «حسب خبرتنا التي امتدت ثلاثين سنة نرى أن هذه التقلبات والانكماش هي الدورة الطبيعية للسوق التجارية وهي أرزاق يقسمها الله سبحانه وتعالى بحكمته وفضله على الناس, والحمد لله بصفة عامة سوق المملكة مطمئن ويعتمد على سكان البلد والطلب طلب حقيقي».. واعتبر خالد العجلان أن السوق الحالي سيعيد ترتيب أوضاعه من جديد وسوف تظهر أسماء جديدة في الخارطة, متوقعاً أن تشهد المرحلة القادمة فرصاً استثمارية أكبر من حيث القيمة الفعلية.
خالد المبيض: عام 2017 لن يكون سوداوياً
وفي ذات الإطار نفى الخبير العقاري الأستاذ خالد المبيض أن يكون هذا العام 2017 سوداوياً على السوق العقاري مبيناً عدداً من الحوافز والتسهيلات التي طرحها معالي وزير الإسكان ماجد الحقيل والكثير من المعطيات الإيجابية, مشيراً لبرنامج «إتمام» الذي سيحسن كثيراً من مهام المطورين العقاريين ونظام البيع على الخارطة «وافي», وبالتالي ينتعش السوق الذي سيدعم عملية الطلب لدى المواطن من حيث الجودة والأسعار, وألمح خالد المبيض إلى أن جميع المؤشرات الراهنة تقود لتحليل منطقي وهو أن 2017 ستشهد تفاعلاً وحراكاً يقوده المطورون والمواطن وخاصة أن الصندوق العقاري أعلن عن أكبر دفعه في تاريخه ستكون خلال هذا العام.
وفي معرض حديثه, أوضح الأستاذ المبيض متسائلاً أن هنالك 650 مليون متراً مربعاً تم حصرها لدى الوزارة, هل هنالك جاهزية لتطوير هذه الأراضي, هل يوجد طلب لها الآن؟ هل هنالك تجاوب من قبل الجهات التمويلية, وقال إنه لا يمكننا التعليق على رسوم الأراضي البيضاء وهي في مرحلتها الأولى, منبهاً بأن المجتمع لا يستفيد شيئاً من الذين يحتفظون بأراضيهم البيضاء, وتوقع المبيض أن تبادر شركة إعادة التمويل لتوفير سيولة لتطوير وتعزيز أداء القطاع العقاري. وعلّق على وجود تلك المساحات في ملف الأراضي البيضاء, قائلاً: «هذا حجم ضخم فهل هناك الاستعداد لتطويرها؟ ولو طُوّر نصفها سيكون أضخم تطوير عقاري».
ثم تناول المحور الأخير الفرصة الكبير لازدهار السوق العقاري في 2017 حيث بينت دراسات أن القطاع السكني واجه نزولاً في حجم التداولات بلغ 35%, وأن القطاع التجاري انتعش وزاد الإقبال فيه بعد توضيح رسوم البلدية, وهو بأي حال أفضل من القطاع السكني.
السلامة: في رحم الأزمات تصنع الفرص الاستثمارية
أما العقاري أحمد السلامة قطع في حديثه خلال الديوانية أن هناك قاعدة اقتصادية مهمة يجب أن نستفيد منها وهي في رحم الأزمات تصنع الفرص الاستثمارية وأشار إلى أن استثمار الأفكار البناءة في بناء الوحدات السكنية هي المطلب, وأشاد السلامة بالفرص التي يمكن أن توفرها برنامجي «وافي و إتمام».
ودعا السلامة في مداخلة له بضرورة التعامل مع الإعلام بصورة علمية ومدروسة حتى لا ننساق رواء مستخدمي قنوات التواصل الاجتماعي ( فيس بوك وتويتر) في مالا يفيدنا, وطالب بضرورة وجود منبر إعلامي متخصص خاص بالعقاريين لمجابهة الهجمات الشرسة التي يشنها بعض الإعلاميين ومرتادي التويتر عليهم, وتأتي هذه المطالبة أسوة بالبنوك التي لها منبر إعلامي منظم, حتى يوضح وجهة نظر العقاريين في الكثير من القضايا ويُبين كل الملابسات والآراء المختلفة دون حجر للرأي, وأبان أننا ليس في خلاف مع أحد, ولكننا ضد الهجمة على العقاريين والتي تؤثر سلباً على واقع السوق العقاري, وفي نهاية حديثه شكر أحمد السلامة حرص رجال الأعمال على الحضور للمساهمة والمشاركة في هذا البرنامج الذي سيصب إن شاء الله في خدمة المجتمع العقاري.
هشام الموسى: ضرورة تحالف الملاك مع المطورين
وفي ذات موضوع ألقى الشيخ هشام بن عبدالعزيز الموسى كلمة تحدث فيها عن الرسوم على الأراضي البيضاء ودورها في تقليل التكلفة بالنسبة للمطور, متفائلاً بإعلان الصندوق العقاري بإطلاق أكبر دفعة من القروض وهي بالتأكيد ستصب في صالح السوق حالياً ومستقبلا, ودعا الموسى ملاك الأراضي البيضاء للبحث عن حلول والدخول مع المطورين في تحالفات وشراكات لتطوير تلك الأراضي, والحمد لله نحن ننعم بأمان في هذا البلد والثقة بين المستثمرين ورجال العقار موجودة وهي لا شك يتحقق معها التعاون والتحالفات الايجابية والتي لها مردود كبير في خلق الفرص للشركاء وتوفير مساكن في متناول المواطنين ومقدرتهم المالية، والأراضي التي لا تطور الان ستكون مكلف مستقبلا على ملاكها.
إبراهيم القزلان : التمويل سيرفع أسعار القطاع السكني
وفي مداخلته أوضح العقاري إبراهيم القزلان أن تكاليف التطوير العقاري مرتفعة, عزا الركود الحالي في عملية لبيع بسبب الخوف وضبابية الرؤية حيال نزول أسعار العقار أو ارتفاعها, وأفاد أن الناس ليس لديها القدرة المالية لشراء وحدات سكنية, لذا يجب أن يكون المنتج سعره مناسباً, مشيراً إلى أن التمويل سيرفع السعر, أما التجاري تأثيره قليل ومختلف تماماً عن السكني, لأن التجاري سيحتفظ بقيمته وإن لم يتم بيعه ولا يسبب للمالك ضرراً.
العواد: زيادة الطلب مرتبط باستمرارية التمويل
أما محمد العواد يرى أن الطلب المتنامي على القطاع السكني يبدد الخوف, فقط والمواطنين لديهم عدم ثقة, مشيراً إلى أن خلال وجود قنوات تمويلية كان الطلب متزايداً, وأبان العواد أن الوقت الراهن يواجه المطورون تحديات كبيرة متمثلة في توقف العمليات التمويلية وخفض الرواتب والعلاوات وشح السيولة في السوق, مما يحتم على المشتري التكيف على أوضاعه في البحث على الشقق الأقل مساحة, متوقعاً حدوث نزول في الأسعار.
المستثمر يبحث عن معدل دخل 10 %
وفي ذات إطار المداخلات أكد عفيف اليحى أن القطاع السكني فيه نزول واضح والناس تنتظر أقصى انخفاض والذي سيكون في أغلب الأحياء السكنية في الرياض, وأبان أن المستثمر يبحث عن عقار ذو دخل 10%.
آراء متضاربة حول الشراء
وأضاف عقاري آخر أن الآراء أحياناً تكون متباينة حيث نجد بعض موظفي البنوك لا ينصحون بالشراء, فيما نجد العقاريين يحثون الناس بالشراء!! وتكثر هذه الآراء المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي .
المشكلة الحقيقية تكمن في التمويل
ولخّص أحد العقاريين المشكلة في التمويل، حيث ذكر أنهم في السابق كانوا يأخذون التمويل من البنوك مقابل رهن العقار, أما الآن البنوك لا تشجع على التمويل ولا تدفع لك محفزات حقيقية إلا إذا كانت لك علاقات قوية، داعياً للبحث عن حلول تمويلية.
أزمة سكن متوقعة لزيادة النمو السكاني
وأفاد أحد المتداخلين أن نسبة زيادة معدل السكان بلغ 3% ولم يزامن هذه الزيادة في نمو إنتاج المطوريين مما قد يؤدي ذلك لحدوث أزمة حقيقية في المعروض مستقبلاً. فالموجود حاليا حوالي ١٢٠ الف وحدة سكنية جاهزة والصالح منها 50%, متوقعاً حدوث أزمة خلال سنتين.