يعد التخطيط الاستراتيجي من الأعمال الخالصة المنوط بها القادة دون سواهم من الموظفين، لأن من صفات القائد أن يكون مفكرا استراتيجيا، إلى جانب نواح أخرى عديدة يجب أن يتميز بها المدير القائد.
يأتي التخطيط الاستراتيجي ليجيب على الأسئلة التالية ماذا يجب أن نعمل ؟ كيف سيتم عمله ؟ متى سيتم عمله ؟ أين سيتم عمله ؟ من الذي سيقوم بعمله ؟
وتتعدد معايير التخطيط وتختلف، فبحسب درجة التفصيل هناك التخطيط الاستراتيجي ، والتخطيط التكتيكي، فالنوع الأول يتم على أعلى المستويات الإدارية ويهتم بالمهام الرئيسية والعامة والأهداف والأنشطة الأساسية ويكون درجة التفصيل فيه أقل نسبياً، أما التكتيكي فيتم في مستويات إدارية أقل نسبياً ويتم بصورة منتظمة، ويهتم بالمهام الفرعية وتكون درجة التفصيل فيه أكبر نسبياً، وغير ذلك من المعايير.. ألا أن هناك معيار هام مستتر من الواجب أن يراعيه القادة الاستراتيجيين في قراراتهم وبخاصة المصيرية.. وهو المعيار الأخلاقي الذي يؤدي عدم التزام القادة به إلى تأثر الروح المعنوية للعاملين معه، وضعف الولاء والانتماء للمؤسسة، وفقد ثقة المتعاملين مع المنظمة.
من الممكن أن يتم رفع مستوى أخلاقيات العمل لدى القادة، من خلال برامج معينة يتم تقديمها لهم في بداية حياتهم الوظيفية تدعم وترسخ هذه القيم ، وكذلك تأكيد القيم الدينية و الأخلاقية لديهم في فترة إعدادهم الأولى، وقيام المنظمات بوضع إستراتيجية للسلوك الأخلاقي تتضمن أهدافا لهذا السلوك وعددا من السياسات و القواعد التي تدعم الالتزام بأخلاقيات الأعمال، وكذلك اعتماد قوانين رادعه وحاسمة يتم تطبيقها في حالة عدم الالتزام بالسلوك اللاأخلاقي في المنظمات بشكل رادع و فعال .
وللتأكد من أن قرار المدير أخلاقي أم لا، من الواجب عليه أن يسأل نفسه عدة أسئلة منها، هل القرار الذي اتخذته يعتبر أخلاقيا؟، هل هو مفيد؟، ما موقفي لو تم نشر القرار في الصحف اليومية، أو علمت به عائلتي.. وهل يتعارض قراري مع القيم المجتمعية السائدة.. وغير ذلك من الأسئلة التي تهدف في النهاية الى التأكد من أن القرار تم اتخاذه بموضوعية وحيادية ونزاهة بعيد عن الأهواء والمصالح الضيقة.