أظهرت بيانات متخصصة صادرة من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن أسواق التجارة الإلكترونية حققت نموًا سريعًا مدعومًا بالتحول المتزايد من التسوق التقليدي إلى التسوق عبر الإنترنت والأجهزة المتنقلة, حيث استطاعت أن تضخ المعاملات الإلكترونية بين المستهلكين والشركات (3.8) تريليون دولار في عام 2016، وأشار تقرير هيئة الاتصالات إلى أن أسواق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، ووسط أوروبا، والهند تمثل 2.5% من إنفاق التجارة الإلكترونية العالمي.
3.8 مليار مستخدم بحلول عام 2020
وذكر التقرير أن استثمارات الشركات الدولية قد ساهمت في مجال التجارة الإلكترونية ووجود قطاع سريع النمو من صناديق رأس المال الجريء ورواد الأعمال في ظهور عدد من أسواق التجارة الإلكترونية الصاعدة، وأن تضاعف الانتشار العالمي للإنترنت والإقبال على الخدمات المعتمدة عليه، وقدرة شركات التجارة الإلكترونية على توفير خدمات وبضائع مخصصة للاحتياجات الشخصية للعملاء، ونمو في استثمارات التجارة الإلكترونية، والابتكارات المغيرة للسوق وسائل الدفع، والتحسينات في الخدمات اللوجستية والتوصيل تعد من المحركات الأساسية لقطاع التجارة الإلكترونية العالمي.
وتوقع التقرير ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم من 3,2 مليار (بمعدل انتشار عالمي يبلغ 43% من إجمالي سكان العالم) إلى 3.8 مليار مستخدم بحلول عام 2020، ما يعني ارتفاع معدل الانتشار العالمي إلى 49%، كما جرى استثمار أكثر من 106 مليار دولار في شركات التقنية والتجارة الإلكترونية منذ عام 2012.
33% من التجارة الإلكترونية بالصين
وأشار تقرير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند تشهد نموًا غير مسبوق في التجارة الإلكترونية حيث تمثل الصين، أكبر سوقٍ للتجارة الإلكترونية عالمياً، وبذلك تتجاوز حصتها من إنفاق التجارة الإلكترونية عالميًا 33% عام 2015م، مقارنة بحصتها عام 2014 البالغة 5.9%.
وارجع التقرير سبب تسارع نمو قطاع التجارة الإلكترونية في الاقتصادات الناشئة نتيجةً لنمو أعداد مستخدمي الإنترنت لوجود 1.14 مليار شخص في الصين تتجاوز أعمارهم 15 عامًا، وأكثر من 583 مليون مستخدم للإنترنت (بنسبة انتشار للإنترنت تصل إلى 51%)، بالإضافة إلى 400 مليون متسوقٍ إلكتروني، وكذلك صعود المدفوعات الرقمية، وتوسّع الإمكانيات اللوجستية، واستثمارات عمالقة التجارة الإلكترونية العالميين.
ملتقى التجارة الإلكترونية في المملكة
وقد أكدت الدراسة على أهمية الابتكار المستمر في منتجات وخدمات ونماذج أعمال التجارة الإلكترونية من خلال نماذج الأعمال الجديدة مثل “من الإنترنت إلى المتاجر التقليدية” (O2O) و”الشراء الجماعي”، من القنوات الإلكترونية والتقليدية في سبيل تحقيق تفاعلٍ أوسع مع المستهلكين، وكذلك استخدام الذكاء الاصطناعي، وتوفير تجارب شراء جديدة للمستهلكين لجذب المتسوقين عبر الإنترنت.
يذكر أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ستقيم ملتقاها السنوي 2017 بعنوان “التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية الثلاثاء القادم، بمقر الهيئة الرئيس بمدينة الرياض، بمشاركة وزارة التجارة والاستثمار، ومؤسسة النقد العربي السعودي، ومؤسسة البريد السعودي، والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وخبراء التجارة الإلكترونية، والعديد من المستثمرين في هذا المجال، ومقدمي الخدمات اللوجستية، والمدفوعات، وعدد من المهتمين بمجال خدمات الاتصالات والمعلومات.
ويهدف الملتقى إلى تقديم نظرة شاملة على الوضع المحلي والإقليمي والعالمي للتجارة الإلكترونية من خلال جلسات حوارية مع المختصين، وتعزيز الوعي بفوائدها في المملكة، واستعراض الأثر الاقتصادي والاجتماعي لها.