كل مواطن يحلم في تملك مسكن وعادة يكون هذا الحلم أكبر صفقة قد يعملها في حياته، ولاشك مساعدة الاخرين لتحقيق أحلامهم وتحقيق أعلى عائد لاستثماراتهم، هو دور يناط غالبا بالمسوق أو الوكيل العقاري وهؤلاء غالبا يتحقق دخلهم فقط بعد إتمام البيع وهي مهنة التحدي ومهنة الجبارين وليست مهنة مناسبة لمن يبحث عن دخل ثابت، أو هدوء وعدم الاختلاط والصبر مع الاخرين.
وفي السوق يلجأ الكثير من ملاك العقار الى هؤلاء الوكلاء أو المسوقين إذا استصعب أو تأخر في تصريف عقاراته أو تأجيرها و يقرر في الأخير الاستعانة بهم متوقعا انهم أحسن حالا منه في سرعة إنجاز المهمة ، وهنا تبدأ مطرقة شروط المالك القاسية على هؤلاء الباحثين عن لقمة العيش بالعمولة، فنجده يشترط عليهم زمنا محددا وقصيرا أو سعرا معينا لعقاره أو يشترط استلام الايرادات دون تأخير أو يشترط زيادة في التأجير الحالي بقيمة كبيرة.. وهكذا مما يضعف حماس وروح المسوق لأنه سحب منه أي نقاط قوة دافعة لتسويق ذلك العرض.
وهنا نسمع كثيرا تلك الكلمات مع العرض “ أفرق السوم” أو “ محدودة بكذا..” أو” على الشور” أو “ عندي مباشر” ويبحث ذلك المسوق المسكين لاهثا ومسرعا لانجاز تلك المهمة لإرضاء هذا العميل أو ذاك حتى لا يروح عنه ذلك العرض المباشر ويصبح غير مباشر وتنخفض نسبته مقيدا بشروط المالك العسرة.فهل ملاك العقار يستهبلون ! أو لا يعرفون مكاسبهم وبكم اشتروا عقاراتهم ليحددو نسبة وسقف البيع ويثبتو جديتهم .
ولنوضح اقتصاديا كيف أن ملاك العقاريقتلون طموح وحماس المسوق،أوالوكيل العقاري الذي يعتمد دخله على الله ثم هذه النسبة المتعارف عليها في البيع وهي2.5 ٪،ولنفرض أن لديك مبنى مساما بقيمة 3.9 مليون ريال والمالك يطلب 4 ملايين ريال، يعني فقط الفرق 100 ألف ريال وقد يجلس هذ العرض لفترة أكثر من شهرين ولا تجد من يفرق السوم ولكن فلنعتبر تمت الصفقة وهنا سيكون عائد الفرق للمسوق 2500 ريال فقط وإذا قسمت هذه العمولة مع مندوب المشتري مناصفة فيعني نصيب كل واحد 1250 ريالا، يعني بعد تعب شهرين يحصل على تلك المكافاة !.
ونرى لو أخذ مالك العقار المبلغ الأول للسوم واغتنم فرصا متاحه ووضع أمواله الاخرى في ذلك الاستثمار الذي يقدر 10% لكان أفضل له من الانتظار لفرق سوم بسيط لا يستحق هذا الجهد والوقت . ونذكر كل الاطراف أن السماحة في البيع والشراء مطلوبة . وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأمثال هؤلاء، فقال فيما صحَّ عنه في الحديث الشريف” رحم الله رجلاً، سمحاً إذا باع، سمحا إذا اشترى..”.