هل يمكن لي القول إننا لا نجيد “الترشيد” في كل شيء ؟! هل أعمم؟
اعتقد يمكن لي القدرة على التعميم بهذا الجانب وهو “الهدر” الذي نمارسه في حياتنا اليومية، من طعام وغذاء وطاقة ومصروفات شخصية وغيرها. وسأضع اليوم بين ايديكم أرقاما من متخصصين وليست من عندي، في حوار للمهندس أسامة البنيان وهو الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة الزامل للاستثمار الصناعي.
يقول ما نصه ” 70% من المباني بالمملكة بلا عزل ” ويضيف ” السعوديون يستهلكون ثلاثة أمثال المعدل العالمي للكهرباء ” وهذا الارتفاع والنمو في الاستهلاك يعني اننا نتوقع كما يضيف المهندس أسامة ” 90 ميجاواط خلال 10 سنوات وسيكلف ذلك 500 مليار ريال ” وحين يطبق العزل الحراري بالمملكة كما يؤكد المهندس أسامة ” سيخفض الفواتير بملياري ريال ويوفر للاقتصاد 7 مليارات ريال ” . هذا مخلص بسيط ومبسط عن الكهرباء في المملكة، والذي نسعى ألا تكون متعثرة ولا منقطعة دوما .
وملاحظ الآن جهود وزارة التجارة مشكورة بخصوص تطبيق المعايير والمواصفات القياسية السعودية على أجهزة التكييف وهذا ممتاز وإيجابي ولاحظنا حراكا كبيرا وإعادة تصدير تتم بمئات الالاف وهذا سيوفر الكثير من طاقة وجودة الأجهزة وغيرها، ولكن يمكن لنا أيضا المساهمة اكثر في توفير الطاقة من خلال تطبيق العزل الحراري للمباني سكنيا او غيره، وهنا دور وزارة البلديات والأمانات بتطبيق العزل الحراري بالمنازل الذي لا يطبق الآن 100% وهذا يعني استمرار الهدر، وهذا يفرض أن نلزم ونجبر كل من يريد البناء بالعزل الحراري لكي يوفر في الطاقة ويوقف الهدر الضخم الذي يتم بلا حدود وذلك لرخص الطاقة الكهربائية لدينا. يجب ان تكتمل كل الجهود الحكومية وتكمل بعضها لا تعمل بمعزل عن الأخرى وهذا يساند دور وزارة التجارة التي تمنع وتعاقب من يستورد أجهزة لا توفر الطاقة او ليست حسب المواصفات.
دور الأمانات كبير ومهم وحاسم بذلك، ويجب عليها العمل عليه بلا استثناء.
من المهم ان نغير ونعمل على تغيير صورة ونمط الاستهلاك لدينا، فطبيعة الهدر وطبيعة عدم الاهتمام بالتفاصيل ” عزل حراري – جهاز غير مطابق – جهاز يفوق الاحتياج ” أننا نهدر المال والطاقة بهذا السلوك الاستهلاكي غير الرشيد وهذا يكلف الدولة الآن سنويا 150 مليار، بشكل او بأخر، وهذا رقم كبير يمكن أن يستفاد منه بشؤون تنموية أخرى يوفرها، ولكنها تذهب الان للكهرباء من خلال هدر استهلاكي وليس من خلال منتج وانتاج صناعي، خاصة ان الطاقة الكهربائية لدينا معظم الهدر المكلف من السكني وهو يشكل 50% منه يجب إعادة النظر كليا بذلك، وإلا سنصل لمستويات لا يمكن ان تستمر بالدعم مع هذا النمو الكبير والضخم غير المبرر.
** الكاتب راشد الفوزان
جريدة الرياض