حاوره: سميح جمال
كشف المهندس حامد بن حمري الرئيس التنفيذي لشركة تمكين للاستثمار والتطوير العقاري، أن مبادرة «البيوت السعودية» التي أطلقتها شركته مؤخراً تأتي من منطلق وطني يواكب تطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – يحفظهما الله – التي تلخصها رؤية المملكة 2030 ومن أهم أهدافها زيادة المحتوى المحلي في الصناعات والأنشطة كافة.
وأوضح «ابن حمري» أن المبادرة انتجت بالفعل أول منزل سعودي 100 % تم تنفيذه خلال 70 يوماً فقط بالاعتماد على المحتوى المحلي في كل تفاصيل عملية الإنتاج التي تشمل الإدارة والإشراف على مراحل التنفيذ بالإضافة إلى التصاميم الإنشائية والداخلية، والخامات المستخدمة، وجميع مواد البناء والتشطيب الوطنية عالية الجودة، لتصل المبادرة إلى إيجاد منازل ووحدات سكنية سعودية الهوية والمحتوى، تتسم بالجودة والكفاءة.
وحول المزيد من التفاصيل التقت «صحيفة أملاك العقارية» المهندس حامد بن حمري، الرئيس التنفيذي للشركة وأجرت معه الحوار التالي:
أعلنتم إنجاز أول وحدة سكنية 100 %، ماذا تقصدون بالضبط؟
نقصد إنجازنا لأول وحدة سكنية بمحتوى سعودي 100% لأول مرة في تاريخ المملكة، وذلك من خلال مبادرة «البيوت السعودية» التي أعلناها في 20 ديسمبر 2017، ونتبنى من خلالها اعتماد المحتوى الوطني في كل تفاصيل إنتاج الوحدات السكنية بداية بالتصاميم والإشراف والإدارة والبناء بمواد إنشائية ومواد تشطيب والتجهيزات، وكوادر سعودية 100%.
وهذا التوجه والإنجاز نسعى من خلاله إلى مواكبة رؤية المملكة 2030 التي أقرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ويقود دفتها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – يحفظهما الله – والتي تشمل ضمن أهدافها الاستراتيجية تعزيز المحتوى المحلي وزيادة الاعتماد عليه في القطاعات كافة.
متى بدأتم الإعداد لمبادرة البيوت السعودية؟
بمجرد إعلان سمو ولي العهد لرؤية المملكة 2030 في 25 أبريل 2016، واتضاح التوجه المستقبلي نحو دعم وتعزيز المحتوى المحلي في كافة القطاعات، رأينا أن من واجبنا الوطني أن يكون لنا اسهام حقيقي يواكب رؤية الوطن، خصوصاً ونحن ننشط في مجال التطوير العقاري الذي يعد المحرك الرئيس لعشرات القطاعات والصناعات المساندة، ومن هنا بدأنا ورشات عمل مكثفة تهدف إلى زيادة المحتوى السعودي في منتجاتنا، وبعد دراسات فنية واستثمارية معمقة، اتخذنا قرارنا بأن نعتمد المحتوى المحلي بنسبة 100% في جميع منتجاتنا السكنية.
إلى أي مدى واجهتم صعوبة في تحقيق هذا الهدف؟
سمو الهدف لم يترك لنا مجالاً للالتفات لأي صعوبات، أو التفكير في التراجع أو التنازل عن تحقيقه بشكل كامل، فعندما يكون العمل للموطن ومن أجله تتحول العقبات إلى حافز وكل الاحتمالات تكون ملائمة.
بل أننا رفعنا سقف التحدي لأنفسنا ولطواقمنا الفنية في شركة تمكين حين تلخص الإنجاز المطلوب تحقيقه في منزل حديث يراعي متطلبات المجتمع والحياة العصرية، ويتسم بالذكاء والاستدامة وتوفير الطاقة، ومرشد للمياه ويتسم بالجودة والجمال، وبكل تأكيد بمحتوى سعودي 100%، وبفضل الله حققنا هذه المعايير وأنتجنا أول وحدة سكنية بمحتوى سعودي في غضون 70 يوماً لا أكثر.
وبالتالي نجحنا مرة أخرى في تطبيق استراتيجية شركة تمكين في الاستثمار والتطوير العقاري التي انطلقت قبل 10 سنوات، وتتلخص في إطلاق مبادرات نوعية تؤسس لصناعة عقارية حقيقية.
بصراحة الجميع ينتظر وحدات سكنية بغض النظر عن مكوناتها؟
هذا صحيح، لكن لاحظ أن المطورين السعوديين نجحوا في توفير منتجات سكنية مميزة على مدى السنوات الماضية، وهذه المنتجات تتسم باختلاف مستوياتها وملائمتها لجميع فئات المجتمع، وهذا شجع وزارة الإسكان على التعاقد مع عدد من شركات التطوير العقاري – شركة تمكين من ضمنهم – لتنفيذ مشاريع الوزارة على مستوى المملكة، لذا إنتاج الوحدات السكنية لا يمثل مشكلة بحد ذاته.
ما نقدمه من خلال البيوت السعودية هو السعي لتحقيق فائدة أكبر لإنتاج الوحدات السكنية الذي سيكون تحصيل حاصل، وذلك من خلال الإجابة على السؤال التالي:
بما إننا سننتج آلاف الوحدات السكنية, كيف يمكن أن نعظم فائدة الوطن من هذا الاستحقاق؟ وكانت الإجابة بسيطة: أن نعمل على أن تستفيد جميع الأطراف الوطنية، المهندس، العامل، المصنع، التاجر، المطور، والمواطن وبالتالي الاقتصاد الوطني.
مبادرتكم هدف مشروع.. ولكن هل تستطيعون تحقيقه؟
بالنسبة لنا في «تمكين»، علقنا الجرس، وبدأنا بأنفسنا، وحولنا النظري إلى عملي، وعازمون على إكمال التحدي إلى منتهاه، ونحن على ثقة بالمنتج الوطني، والخبرات الوطنية، كما أننا على ثقة في المجتمع السعودي أنه سيدعمنا لأننا نلتزم بإنتاج بيت سعودي 100% بالجودة التي تحقق مبتغاه عبر ضمانات موثوقة تصل إلى عشرات السنين، كذلك السعر الذي يلائم إمكانياته الشريحة الأوسع من المجتمع، فالأسعار في البيوت السعودية تبدأ من 380 ألف ريال،
وهو بيت يلبي احتياجات الأسرة السعودية ومتطلباتها ومتوافق مع البيئة وموفر للطاقة ويمكن إنجازه بسرعة.
هل تتوقعون منافسة خصوصاً وأسعار المواد المستوردة أرخص؟
نحن لا ننظر من هذه الزاوية، أهدافنا أن نقدم منتجاً وطنياً متكامل الأركان، ولدينا سوق إسكان هائل والخيارات فيه متعددة، وإنتاج بيت سعودي بشكل كامل، نعتقد أنه هدف يستحق العمل، كما أن فرق السعر إن وجد لا يمثل شيئاً أمام الفوائد التي ستحققها البيوت السعودية.
كيف لمستم أصداء مبادرة البيوت السعودية؟
الأصداء كانت رائعة ووجدت المبادرة تجاوباً كبيراً من عدة جهات لأن الجميع لمسوا الجدية وسمو الهدف وجدوى التوجه وإنعكاساته الإيجابية على جميع أطراف العملية التطويرية، وانقسمت ردود الفعل على أربع مستويات المستوى الأول: الجانب الرسمي والمتمثل بمباركة ودعم سمو نائب أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، الذي اطلع على المبادرة وأبدى سموه دعماً لهذا التوجه وشجعنا على تعميمه لتعم الفائدة، وكان لهذا الموقف النبيل من سموه أبلغ الأثر لدى مجلس إدارة الشركة وجميع منسوبيها.
أما المستوى الثاني من ردود الفعل فجاءت من مجموعة من الشركات والمصانع الوطنية التي أبدت رغبتها الكبيرة في أن تكون جزءاً من المبادرة، ونعمل على دراسة وتقييم العديد من الخيارات والمنتجات السعودية المتعلقة بقطاع الإسكان، والتي نراعي فيها مجموعة من المعايير على رأسها الجودة.
أما المستوى الثالث من ردود الفعل فجاءت من كبار ملاك الأراضي في عدد من مدن المملكة الذين أبدو رغبتهم في تطوير مشاريع البيوت السعودية على أراضيهم، وهو ما ندرسه حالياً مع مراعاة معياري السعر والموقع.
فيما كانت ردود الفعل الاجتماعية مرحبة ومتحمسة للمبادرة ومنتجاتها، ويتلقى فريق التسويق عشرات الاستفسارات يومياً والكثير من طلبات الحجز.
ماذا عن وزارة الإسكان ألم تتفاعل مع المبادرة التي يفترض أن تكون هي المعني الأول بها؟
في الحقيقة لم يصلنا أي شيء من وزارة الإسكان وقد حاولنا تحديد موعد لعرض مبادرة البيوت السعودية على معالي وزير الإسكان ولم ننجح حتى الآن في هذا المسعى، لكننا على يقين أن الوزارة سوف تدعم هذه المبادرة وتعممها لأن الفائدة منها تعم الوطن مجتمعه واقتصاده.
ما هي خططكم المستقبلية فيما يخص المبادرة؟
حالياً سنطبق مبادرة البيوت السعودية فعلياً لإنتاج 3196 وحدة سكنية متنوعة حول المملكة سيتم الإعلان عن تفاصيلها قريباً، أما هدفنا الاستراتيجي فهو أن تجد المبادرة الصدى اللازم لدى الجهات الحكومية المعنية والمطورين لتصبح محوراً من محاور السياسة الإسكانية في المملكة، بما يؤدي إلى الإنتاج مليون وحدة سكنية خلال 10 سنوات.
مليون وحدة سكنية، أليس هذا طموحاً كبيراً؟
نحن جادون جداً، وقد تعاونا لهذا الهدف مع جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل ممثلة بكلية العمارة والتخطيط لدراسة أثر تنفيذ مليون وحدة سكنية على الاقتصاد السعودي ضمن رؤية 2030.
وأشارت نتائجها إلى أن توجه من هذا النوع سيضخ حوالي 128 مليار ريال خلال خمس سنوات وسيولد سنوياً حوالي 512 ألف فرصة وظيفية في قطاع التشييد والبناء والأنشطة التابعة له. وستضخ حوالي 48 مليار ريالاً سنوياً في الاقتصاد السعودي خلال فترة ما بعد التنفيذ.
وهي بيانات مشجعة لعمل كافة القطاعات الحكومية والخاصة بشكل متكامل لتحقيق هذا الهدف الحيوي وهو يتسق مع بيانات وزارة الإسكان بخصوص الطلب السنوي على الإسكان في المملكة، ويلائم النمو السكاني المتوقع مستقبلاً.
فقط نحتاج الإرادة والتكامل بين القطاعات لتحقيق جزء حيوي من رؤية المملكة 2030 ودعم الاقتصاد الوطني والناتج المحلي، وفي حال تبنيها على مستوى وطني ستسهم في توفير مئات الاف من فرص العمل للشابات وللشباب السعوديين وتحقق قفزة نمو هائلة في الصناعات الوطنية والأنشطة المساندة لصناعة التطوير العقاري التي تعد من المحركات الاقتصادية لعشرات المجالات وبخاصة تلك المجالات التي تمارس بها المنشآت الصغيرة والمتوسطة أنشطتها وتعد هذه المنشآت محرك عجلة النمو الاقتصادي في المملكة كونها تشكل 95% من إجمالي عدد المنشآت التجارية في المملكة، وسيؤدي نمو أعمالها إلى مساهمة أكبر للقطاع الخاص في رفع الناتج المحلي للاقتصاد الوطني.
شركة تمكين للاستثمار والتطوير العقاري في سطور
تأسست شركة تمكين للاستثمار والتطوير العقاري في العام 2007.
تنشط في مجال ابتكار وتطوير الحلول السكنية المتقدمة في جميع مناطق المملكة.
نفذت عدة مشاريع إسكانية حديثة من أهمها (بيوت نورة، بيوت أغا، شبلكسيات، البيوت البيضاء).
عهدت لها وزارة الإسكان بتطوير العديد من مشاريعها في المملكة.
قدمت خلال العشر سنوات الماضية العديد من المبادرات التطويرية والتمويلية المتميزة.