هناك عدة آمال في مشاريع الاسكان لحل أو على الأقل تخفيف أزمة السكن ولكن عندما تقام تلك المشاريع لا شك أنها تحتاج إلى سنوات وسنوات لتكتمل والتي عادة ما يتبعها تمديد وتمديد.
وتدور أحاديث الناس عن من يستحق ومن لا يستحق؟ وحديث هنا وهناك : يقول أن فلاناً ظهر اسمه وآخر يقول أن أخي خلاص سيستلم فيلته.. كلام ربما يجد فيه البعض نوعا من المصداقية والسعادة، ولكن في الحقيقة صحيفة أملاك العقارية في السوق وتتابع أمور العقار والاسكان أولا بأول بحكم التخصص وايضاً للحرص على توفير معلومة صادقة. لذا قمنا بجولة في منطقة الرياض وتحديدا حول المطار بحثاً عمن يتحدثون عنه ولكن للأسف لم نجدها ، فرجعنا الى موقع « الاسكان» مرة أخرى لكي نتأكد بالتحديد كيف نصل اليها وأخيرا استدلينا على الموقع وذهبنا اليوم التالي وقطعنا الكيلومترات شمال غرب المطار مباشرة في خط واسع ومسفلت بعد طريق الأمير سلمان بحوالي 20 كيلومتر.. فعلى يمينك سُوَر وعلى يسارك صحراء خالية وبحثنا عن أي مباني أو فلل التي يدور الحديث عنها ( مشاريع الإسكان) حتى وصلنا إلى نهاية الشارع المغلق ، ولكن لا شيء ،عدا مجموعة شركات تعمل في بناء البنية التحتية وتجهيز الارض. و لا شك أن بعد الموقع له تأثيره على الخدمات إقتصاديا وإجتماعيا مستقبلا. فمشروع إسكان الرياض كما نراه يحتاج الى أكثر من خمسة سنوات ليكتمل. فهل يعني مستحقو السكن يجب عليهم الانتظار كل هذه الفترة ؟وهل ستكون فكرة وضعهم في مكان بعيد ومستقل ذات جدوى أكثر من بقائهم في أماكنهم كمستأجرين يعرفهم عدد كبير من الخيرين ويدخل بيوتهم الارزاق عن طريق المتبرعين والميسرين.
نعتقد أن الأماكن التي اختارتها « الإسكان « لإقامة مشاريع المساكن للمستحقين بمنطقة الرياض بعيدة كل البعد عن مركز المدينة، بل بعيدة كل البعد عن أقرب مكان تتوفر فيه خدمات بسيطة عدا السفر والسياحة ! ، ناهيك عن الخدمات الاساسية الأخرى.
هناك أكثر من 620 ألف مواطن، كما أعلنت وزارة الإسكان يستحقون مساكن من أصل قرابة المليون مستحق بجميع مناطق المملكة، تقدموا خلال الماضية وسوف يستحوذ عدد كبير منهم على سكن في أماكن نائية وبعيدة عن مركز الخدمات مما يزيد الأعباء على المواطن البسيط صاحب الدخل المحدود، فهل معنى ذلك ستصبح الكثير من وحدات وزارة الإسكان مهجورة ويعرضها أصحابها للإيجار بحثا عن مساكن أخرى تتوفر فيها خدمات أساسية، نخشى أن يحدث ذلك، وكما نراه حاليا في السوق من وجود وحدات سكنية جاهزة من عدة سنوات عجز ملاكها التخلص منها.. وسنواصل حديثنا عن هذا الموضوع الهام في أعدادنا القادمة.