في ظل تحسن بيئة الأعمال الجديدة والتحديات التي تواجهها نتيجة لسرعة تطبيق إجراءات الأنظمة مع أهداف رؤية 2030، وماتبع ذلك من العديد من التسهيلات والتطور المشجع الذي بدأ يظهر في الأجهزة الحكومية لخدمة المستفيد مدعوماً بحلول التقنية وسرعة الإنجاز، والتعامل الحسن في الاستقبال في معظم الجهات الرسمية.
ونجد أن هناك الكثير من الأنظمة والإجراءات التي جرى تعديلها للفائدة العامة، واحتوت على حزمة من الشروط والغرامات التي يجهلها المستفيد ويحتاج وقتاً لمعرفتها، فعمل الإنذارات للمخالفين لتصحيح الأخطاء قبل فرض الغرامة جزء مهم يجب مراعاته مع المستثمرين، فالشفافية مطلوبة بدل من أن يتفاجأ بها صاحب العمل، لتحبط استمراره في عمله وإنتاجه، ولا سيما توجه الدولة – حفظها الله – في خدمة ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
ورغم خروج وتوقف بعض المنشآت التي لم تستطع تحمل التكاليف الجديدة من رسوم وغيرها، أو القدرة على إيجاد الحلول المناسبة لاستمرارها في السوق، إلا أن هناك منشآت نجحت بشكل جيد وأعادت صياغة أهدافها واجتهدت حتى حققت زيادة في مبيعاتها وصل بعضها 40% مقارنة بالعامين السابقين ويرجع ذلك لخروج الكثير من المنافسين من السوق، وقدرة الإدارة في امتصاص تلك التأثيرات والمرونة العالية ساهم في نجاحها. وكلما كانت المنشأة صغيرة كانت مرونة اتخاذ قراراتها أسرع.
التحديات القادمة تتطلب الجدية في التحالفات والتعاون من جهة، ومن جهة أخرى تحتاج المنشآت إلى تقليل التكاليف ورفع الإنتاجية وتخفيض نقاط التعادل، وهنا مثال لبعض الاستراتيجيات اليابانية التي حققت نجاحاً في إدارة الأزمات، على سبيل المثال تقليل تنوع المنتجات إلى 50%، ورفع معدل الإنتاجية %30، وتخفيض التكاليف 17%، وبهذا قد تعزز الإنتاجية بنسبة 75٪ وتنخفض نقاط التعادل إلى الأسفل بنسبة %50. ولكن التوقف الكامل إذا لم يكن مدروساً يؤدي إلى كارثة.
لذا يتطلب من الإدارة إعادة فحص المنتجات الأكثر طلباً مع ضرورة تصنيف العملاء والمخاطر والتشدد في التحصيل المالي النقدي كجزء من نجاح الإدارة، فانخفاض الطلب على السلع والخدمات يتطلب أيضاً دوراً آخر من مديري المشتريات والماليين بتخفيض إيجارات عقاراتهم المكتبية والسكنية والمستودعات والورش والمصانع، ولا شك أن ملاك العقار سيخضعون للأسعار التي يطلبها المشغل لأنهم يشاهدون عقارات من حولهم ويعرفون الوضع جيداً. وفي الأخير المرونة والسرعة في اتخاذ القرارات التي تخدم المنشأة يحميها من الخطر وقد ينقلها من منطقة صفراء أو حمراء إلى منطقة خضراء.