المشاريع السكنية الجديدة .. وضبابية أسلوب الحياة
وجهات نظر
بقلم: مُظَاهِر بن علي آل خميس
تقوم وزارة الإسكان بمحاولات لوضع حلول سكنية، وكذلك الجهات الاستثمارية تحاول هذه أيضاً الإسهام في تلك الحلول، التي تبدوا إلى الآن عصية على الحل! هذا الانطباع تجدد بزيارتي لمعرض سكني الذي أقيم في المنطقة الشرقية بمعارض الظهران الدولية، ومن خلال الملاحظة الشخصية لاحظت أن وزارة الإسكان تقوم بجهود جيدة، وكذلك أن مجموعة من الشركات الاستثمارية تحاول وضع حلول تتناسب أزمة السكن القائمة على صعيد الوحدات الجاهزة أو على مواد البناء .
ولكن لم أجد أن هناك بوادر حقيقية لحل أزمة السكن في الوطن .
فالسكن ليس مجرد إيجاد وحدة سكنية جيدة تحتوي على الخدمات الأساسية في الوحدة السكنية, مثل : الماء ، الكهرباء ، الصرف الصحي ، وأمثالها ..هذه الخدمات ، خدمات أساسية بدونها لا تكون الوحدة السكنية وحدة سكنية حقيقية !
نحن في بلاد فيها حضارة مدنية وأعناقنا تستشرف رؤية وطنية عظيمة وواعدة .
فمن المخجل جدًا أن تعد هذه المقومات الأساسية، خدمات رفاهية ! تذكرها وزارة الإسكان أو الشركات الاستثمارية.
وأيضًا ليس مجرد كون الوحدة السكنية مبنية بناء جيد، وبتصميم مدروس، نفرض أنه يلبي احتياجات قاطني هذه الوحدة السكنية، كفيل لأن نطلق على هذه الوحدة فرصة سكنية جيدة .
ثمة مجموعة كبيرة من الخدمات يحب توفرها في الحي السكني، خدمات: تعليمية، طبية، اجتماعية، رياضية، ثقافية، بيئية، وغيرها ..
فكثير من الوحدات السكنية أو الأراضي الممنوحة، بعيدة عن المدن، والمراكز الخدمية المهمة في المدينة .
أزمة السكن تكمن في الخدمات الحياتية الضرورية واليومية
الحلول السكنية يلزم أن تلتفت جيدًا إلى أسلوب الحياة لقاطني هذه الوحدة السكنية، يلزم عند إقامة مشروع سكني أن يسأل مُنشئ هذه الوحدة عدة أسئلة منها .
أين المؤسسات التعليمية لهذا الحي من الروضة إلى الثانوية؟
أين مراكز التموين والتسوق بكافة أشكاله وأنواعه ؟
أين المتنفس الاجتماعي والثقافي والترفيهي لسكان هذا الحي الذي سيقام عليه المشروع ؟
السكن أسلوب حياة يلزم أن يلتفت فيه لتحقيق حياة: متزنة، مكتفية، جميلة، مستثمرة.
أسلوب الحياة هذا من جودة الحياة التي هي من مفاهيم الرؤية الوطنية العظيمة 2030.
أما إقامة مشاريع أو أحياء سكنية لا تتوفر فيها الخدمات، فهذا أشبه بتدوير المشاكل الوطنية ! بمعنى أن نتخلص من أزمة السكن بأي حل وطريقة، حتى ولو خلقنا أزمات على مستوى المواصلات والطرق، والمدن والبلديات، والتعليم، والصحة. وهذا أسلوب غير سليم في حل المشكلات، بل لا يعد بحسب خطوات حل المشكلات حل حقيقي ناجح. وتعد هذه الأساليب نقض في الحقيقة للرؤية الوطنية من جانب، كما يقلل جدًا من منسوب السعادة والرضا عند المستفيدين من هذه الحلول السكنية، مما ينعكس سلبًا على قبول فئات جديدة بهذه الحلول. ونحن حديثي عهد بحلول سكنية واسعة وكبيرةز
فعدم الرضا والسعادة عند المستفيدين حلول المشكلات السكنية، سيشكل أزمة ثقة في الحلول وإرجاعها أصعب بكثير من إيجادها الأول.
الجميع يتمنى حلول حقيقية مرضية، لجميع الأطراف ، تتسم بالاتزان والجدوائية الدائمة ، لا المسكنات المؤقتة.