الأستاذ عبدالعزيز العيسى يكتب .. العقار والكورونا

كان للتدخل السريع من قبل الدولة- رعاها الله- والجهود الجبارة وسرعة اتخاذ القرارات والتدابير الاحترازية الدور الكبير والإيجابي في الحد من انتشار فيروس كورونا وإيقاف الخسائر الاقتصادية وآثارها المستقبلية على المجتمع من تفشي هذا الوباء وانتشاره بين المواطنين في مختلف المدن حتى يتم السيطرة عليه، ومهما كانت الخسائر الاقتصادية تظل الصحة والسلامة الأغلى دائماً.

فجهود الدولة، حفظها الله، بإيقاف الدخول أو الخروج المؤقت من بعض المدن للحد من انتشاره مثل المدينة ومكة والقطيف كذلك إيقاف التعليم والمؤتمرات والمعارض والفعاليات بالإضافة إلى إيقاف نشاط الشيش والمعسلات التي قد تكون عاملاً في انتشاره، بالإضافة إلى الحملات التوعوية من معظم الجهات كان لها المردود والأثر الإيجابي في تخفيف أزمة المرض مقارنة بالدول الأخرى التي تأخرت في اتخاذ قرار لحماية شعوبها وبدأت تجني خسائر بالمليارات بسبب ضعف إدارة الأزمة.

كان تأثير انتشار وباء فيروس كورونا واضحاً على الاقتصاد العالمي والكرة الأرضية فهوت معه الأسواق المالية بشكل كبير حتى وصلت إلى أسعار لما قبل عشر سنوات، وأقوى من أي أزمة حدثت سابقا، كذلك نزلت أسعار البترول إلى أقل من 30 دولار للبرميل وارتفع الذهب لعدم اليقين إلى 1665 دولار.

العقار يتابع من على البعد

أما العقار سيكون آخر من سيتأثر من الأزمة سيظل واقفاً كالمستمع المنصت بتركيز ليشاهد ما يحدث، وإحساسه بالألم سيأتيه متأخرا لأن الفرص الاستثمارية تظهر في مثل هذه الدورات الاقتصادية، ومؤشر نسبة العوائد للمستثمر أو الصناديق هي مربط الفرس، لذا سيزداد الضغط على العقارات في المرحلة القادمة من خلال زيادة العروض للدخول في فرص أخرى تحقق عوائد أفضل، ومن هنا سيقبل ملاك بعض العقارات بالنزول في أسعارها وتعويضها في الفرص الأخرى الجديدة.

ونتعجب من بعض وكلاء العقاريين الذين يرفعون الأسعار بشكل جنوني في عقارات قديمة،رغم نصائحنا في مقالات سابقة بضرورة الاطلاع على السوق، فقد شهدنا ذلك الأسبوع الماضي مما تسبب في خروج كبرى الشركات وبقي الآخرون متألمين من موقف المؤجر.

وأخيراً.. نشكر الدولة والقائمين عليها بالحرص الشديد على المواطنين وإدارة الأزمة بشكل فعّال ونسأل الله السلامة والصحة للجميع والأمن للوطن الغالي.