د. حسام يوسف يكتب: الثروة البشرية.. وتطور مفهوم إدارة الموارد البشرية

تطور مفهوم إدارة الموارد البشرية منذ الستينات في القرن الماضي مرات عدة فكانوا يطلقون على فرق العمل وجموع الموظفين، القوى العاملة، ثم تطور المفهوم إلى الموارد البشرية، على افتراض أن العاملين من ضمن الموارد المهمة في حياة الشركات.

مع تطور المفاهيم الإدارية وتطور بيئات العمل أطلق المتخصصون على قوة العمل، رأس المال البشري معتبرين أن الموظفين يشكلون أحد رؤوس الأموال التي يعتمد عليها المشروع، ومؤخراً تطور المصطلح مرة أخرى ليستقر عند اسم «الثروة البشرية».

بعض الشركات والمنظمات عندما تفشل في التعاطي والتعامل مع هذه الثروة تبدأ في إهدارها وتبديدها بطرق مختلفة منها عدم تزويدهم بالتدريب اللازم والمناسب لرفع إمكاناتهم ومهاراتهم في تنفيذ الأعمال والوظائف المسندة إليهم، وأحياناً تلجأ إلى تقليص موظفيها لمرورها بأزمة مالية أو انخفاض نسب العوائد، أو ضعف في المبيعات إلى غير ذلك، ولكن الخسائر المترتبة على تسريح العاملين لمرور المنظمة بأزمة عابرة أكثر كلفة من إعادة تعيين جدد، فكلما زاد عدد العاملين كانت هناك فرصة لزيادة الإنتاج والتوسع فيه، وفتح أسواق جديدة.

من الملاحظ أن القرار السهل الذي يتخذه معظم المديرين هو إعادة هيكلة الهيكل التنظيمي للتخلص من الأعداد الزائدة، ولكن هناك بعض البنود يمكننا من خلالها تقليص النفقات قبل المساس بالثروة البشرية، خاصة إذا كانت مؤهلة ومدربة وذات كفاءة . أذكر أن إحدى شركات الطيران الأمريكية استطاعت أن توفر آلاف الدولارات عندما لجأت إلى توفير زيتونة واحدة من كل وجبة على متن طائراتها ورحلاتها اليومية، وغير ذلك من الأفكار التي من الممكن أن تدر مزيداً من الدخل من دون تسريح الموظفين.

نماذج للهدر

ومن ضمن أبواب الهدر التي لاحظتها بشكل عابر هو قيام بعض سائقي الأجرة في الدولة بقيادة مركباتهم برعونة شديدة من دون الالتفات إلى سلامة المركبة وهو ما يتلف بعض أجزاء على المدى البعيد ومن غير أن تقع مسؤولية عليهم . إن هناك أبواباً كثيرة يجب النظر إليها قبل اتخاذ القرار بتسريح العاملين، إذ يجب أن يكون التخلص من العاملين هو آخر الحلول، تماما كما يقول الحديث الشريف آخر الدواء الكي بالنار.