غمرت المملكة العربية السعودية العالم بموجة إيجابية من التفاؤل وهي تطمئن شعوب الأرض تخطي التحديات الراهنة واغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع، من خلال تمكين الإنسان والحفاظ على كوكب الأرض وتشكيل آفاق جديدة، حسب ما جاء في البيان الختامي لقادة قمة العشرين التي عقدت في الرياض الأسبوع الماضي.
وخلال قمة القادة التي تابعها العالم من خلال الوسائط، رسمت المملكة بمقاييس دقيقة لسعادة البشرية ورفاهيتها في ظل رئاسة المملكة للقمة في دورتها الخامسة عشر، حيث جاءت البشرى في خطاب خادم الحرمين الافتتاحي دعم اقتصاديات الدول النامية من خلال ضخ ما يزيد على أحد عشر تريليون دولار لدعم الأفراد والشركات، كما تم توسعة شبكات الحماية الاجتماعية لحماية الفئات المعرضة لفقدان وظائفهم ومصادر دخلهم.
لم تكن قمة «قادة الأرض» تبحث في قضاياها الخاصة، بل كانت تنظر لكل أرجاء المعمورة نظرة حانية ومشفقة في الظروف الحرجة التي أفرزتها جائحة كورونا، حيث قدمت مجموعة العشرين الدعم الطارئ للدول النامية بناءً على تقديرات منظمة العمل الدولية، وساهمت جهودها المتعلقة بتوسيع تدابير الحماية الاجتماعية بشكل مؤقت في دعم سبل العيش لما يقارب 645 مليون شخص.
قمة الرياض تؤجل الديون
خرجت القمة وهي تعالج جروح الأزمات المزمنة بالتزامها بتطبيق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين، ويشمل ذلك تمديدها إلى شهر يونيو 2021م، حيث تقدمت 46 دولة بطلب الاستفادة من مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين، بإجمالي يقارب 5.7 مليارات دولار، كل ذلك يأتي في إطار رفع مستوى الإنفاق على الجوانب المتعلقة بمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد. وكذلك وفرت المجموعة أكثر من 300 مليار دولار من خلال بنوك التنمية، وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي تعمل مع مجموعة العشرين لمساعدة البلدان الناشئة والمنخفضة الدخل.
كل هذه النجاحات حفزت قادة العالم في الاحتفاء بالطريقة التي أدارت بها المملكة القمة عن بعد، لأنها جاءت نتيجة لعصارة فكر وحنكة قيادتنا الرشيدة التي سخّرت كل ما هو متاح لتخرج القمة بهذا النجاح الذي تمخض عن 38 توصية رسمت مستقبل الإنسان في الأرض، وبثت فيه الطمأنينة الأبوية، مما حدا القادة في العالم التباري لشكر القيادة لهذا الإبهار والإبداع.