ديوانية الخرماني أطلقت زمام مبادرة جمعية تختص بدعم أكبر قطاعات المملكة الاقتصادية بعد النفط
يتساءل المختصون لماذا لا يقتحم الخريجون مجال الاقتصاد والإعلام العقاري؟
أزاحت أمسية نقاشية النقاب عن التوجه لإعلان جمعية سعودية تُعنى بالإعلام العقاري تحت اسم «جمعية الإعلام العقاري» وذلك بالتعاون بين جمعية علوم العمران وصحيفة أملاك العقارية صاحبة الباع الطويل في الإعلام الاقتصادي المختص بشؤون سوق العقار.
وكان إعلان التوجه لإنشاء الجمعية أثناء أمسية نظمتها «ديوانية الخرماني» وذلك بمشاركة كل من الدكتور غازي بن سعيد العباسي رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم العمران والأستاذ عبدالعزيز العيسى رئيس تحرير صحيفة أملاك العقارية، بالإضافة إلى جمع كبير من المهتمين بالعقار وصناعته بالمملكة والخليج.
مبادرة لتبادل الخبرات
باقتدار أدار الأمسية الدكتور عبدالله بن عطية الخرماني الذي طرح مبادرة للجمع بين صحيفة أملاك والجمعية السعودية لعلوم العمران في خطة لتدريب العاملين بالمجال الإعلامي على المصطلحات والمفاهيم العقارية والعمرانية لإخراج جيل متخصص في الإعلام العقارى، حيث وجدت الفكرة القبول والترحيب من ضيفي الأمسية وبلورها الأستاذ غازي العباسي في إطار إنشاء أول جمعية سعودية للإعلام العقاري بالتعاون مع الأستاذ عبدالعزيز العيسى بخبرته الكبيرة في هذا المجال لخدمة وتنمية القطاع العقاري.
حاجة ماسة للإعلام العقاري
من جانبه، قال الأستاذ عبدالعزيز العيسى، خلال الأمسية التي جاءت تحت عنوان «دور الإعلام في تنمية القطاع العقاري»، إنه لا أحد ينكر دور الإعلام الاقتصادي في تحريك الأسواق وتوجيهها، حيث يُنشّط عجلة التنمية الاقتصادية، ويجذب الفرص الاستثمارية والمستثمرين إليها. فالإعلام الاقتصادي بما يملك من أدوات حديثة يستطيع أن يحرك الأسواق ويصحح المسار ويُسلط الأضواء على الفرص والمشكلات لاقتناص الأولى وحل الثانية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ونتيجة لتوفر الحاجة الشديدة إلى المصادر الموثوقة التي تنشر المعلومات والبيانات الخاصة بالقطاع العقاري، برزت الحاجة إلى وجود إعلام أكثر تخصصًا وبخاصة في المجال العقاري.
معوقات تواجه التطوير العقاري
فيما كشف الدكتور غازي العباسي عن العقبات التي يعاني منها التطوير العقاري بالمملكة، حيث قال إن المعوقات التي كانت موجودة سابقًا تتمثل في البناء الشخصي بكل ما يحمله من عشوائية وتخبط على الرغم من كونه يمثّل أكثر من 70% من المنتج العقاري بالمملكة، لكن الأن ثقافة البناء تغيرت بالمملكة والمنتجات العقارية تنوعت وتغيرت للأفضل.
وتابع، بالإضافة إلى أن كثير من الشركات العقارية هي شركات عائلية فهذه من العقبات التي من المفترض أن يتم تجاوزها، لكن تحسنت صورة البناء الشخصي حاليًا وذلك بسبب التطوير في الأنظمة الخاصة مثل كود البناء السعودي وأرى أن هذه مرحلة انتقالية تحدث خلالها بعض التعثرات لكن ستنتظم لاحقًا.
وأضاف العباسي: أصبحنا الأن نعيش مرحلة يتم فيها محاصرة المقامرين بالأراضي البيضاء بين التطوير والرسوم، وتوقّع رئيس الجمعية السعودية لعلوم العمران أنه خلال السنوات الخمس المقبلة سيتم طرح عدد كبير من الخيارات العقارية المتميزة، تزامنًا مع التزام السوق العقاري بالخيارات التطويرية، منوهًا بوجود مستقبل مشرق لسوق العقار.
سوق وطني بامتياز بأكثر من 70%
وخلال حديثه عن دور الإعلام في تنمية القطاع العقاري، أكد الأستاذ عبدالعزيز العيسى أن أكثر من 70% من مكونات السوق العقاري بالمملكة وطنية سعودية وهو أكبر قطاع اقتصادي بعد النفط، لذلك فإن الإعلام الاقتصادي من أهم محركات السوق وبخاصة العقاري».
وتابع: إن النهضة العقارية التي تشهدها المملكة تعمل على تحريك عجلة التنمية بشكل كبير ولذلك يتطلب الأمر دور كبير من الإعلام ليقف جنبًا إلى جنب مع هذه النهضة، وهذا لن يتأتى إلا بتضافر الجهود والقضاء على المعوقات التي تواجه هذا المجال الإعلامي المهم.
4 تحديات تواجه الإعلام العقاري
وأكد «العيسى» أن هناك ندرة كبيرة في الصحفيين الاقتصاديين العاملين بالقطاع العقاري، فهناك الكثير من خريجي الإعلام لكن أين الصحافيين العاملين في المجال الإقتصادي وبالتالي العاملين في الإعلام العقاري؟.
وتطرق رئيس تحرير صحيفة أملاك إلى المعوقات التي تواجه الإعلام العقاري حيث تتمثل في 4 نقاط، أولها القدرة على جمع أكبر قدر من المعلومات الدقيقة ذات الصلة، وتصنيفها، وتحليلها، بما يُيسر للمهتمين بالقطاع العقاري اتخاذ القرارات السليمة التي تكفل البقاء والنمو وتحقيق الأهداف المرجوة، أما التحدي الثاني الذي يواجه صناعة الإعلام العقاري فيتعلق بأصحاب المهنة ذاتها وهو الموثوقية، فعملية صناعة التقرير الصحفي أصبحت تتطلب تدقيق كبير من جانب إدارة التحرير، وبحث مستفيض وذلك مع كثرة المصادر التي تنشر الكثير من الشائعات والمعلومات المضللة وبخاصة في هذا القطاع الاستثماري لأغراض خاصة مما يضع على كاهلنا مسؤولية كبيرة لضخ بيانات رسمية موثوقة وهو ما عملنا عليه لأكثر من 13 عام، فنحن نحارب تيارًا قويًا عبر وسائل التواصل يُسوّق للمعلومات المغلوطة والشائعات التي تؤثر سلبًا على المهتمين بالقطاع وتهدر أموالًا واستثمارات تُقدّر بالملايين.
وأضاف، لازال عدد كبير من العاملين بالسوق العقاري لا يتفهمون دور الإعلام في تنمية القطاع العقاري وإثراءه وجذب الاستثمارات إليه، بينما يعاني القطاع من تصدر غير المتخصصين للمشهد ولعل البحث عن متخصص لا يجد من يسمع صوته من أهم اختصاصاتنا كإعلاميين، ولذلك ينصب اهتمامنا بصحيفة أملاك العقارية على صاحب المعلومة الصادقة والسليمة في المجال العقاري بشقيه الهندسي والتجاري (التسويقي) ليكون رافدًا يستقي منه المهتمين معرفتهم العقارية.
ندرة الدراسات التسويقية أحدثت كارثة
وأوضح «العيسى» أن الدراسات التسويقية للمشاريع قبيل إنشاءها تحمي المشروع من الخسارة، حيث تتواجد شواهد كثيرة على مشاريع تم تطويرها دون جدوى اقتصادية تُذكر وبالبحث عنها نجد أن مطورها لم يقم بما عليه من دراسات وجهود حول نوع المستهلك لتلك المشاريع على هذه الأرض وهو ما يهدر موارد وطنية كبيرة نحتاج الحفاظ عليها وتنميتها.
15 عامًا على الانتهاء من كود البناء
وخلال الأمسية، أشار الدكتور غازي العباسي إلى أن كود البناء هو أحد المشاريع المنتهية منذ عام 2006 ولم يتم تنفيذه إلا في هذا العام، أي بعد 15 عامًا؛ وسبب التأخير هو التخوف من تأثر هذا الكود على القطاع العقاري مثلما نرى حاليًا من بعض المطورين والمستثمرين العقاريين، لكنني أرى أنه كان من الأجدر تطبيقه منذ ذلك الحين لأن التخبط سيحدث حتمًا وهذا شيء طبيعي لابد أن نتعامل معه بقوة مثلما تتعامل معه الآن الجهات الحكومية المختلفة ذات الاختصاص.
وختم الدكتور غازي العباسي حديثه بأن الخروج بإنشاء جمعية سعودية للإعلام العقاري هو أفضل نتاج يتم الإتفاق عليه خلال تلك المرحلة الوطنية المهمة التي تشهدها المملكة، مؤكدًا دعم جمعية علوم العمران للوصول إلى اكتفاء من العاملين بالمجال الإعلامي المتخصص في العقار.، فيما رحّب الأستاذ عبدالعزيز العيسى بتلك الفكرة مؤكدًا دعم صحيفة أملاك العقارية للفكرة شاكرًا الدكتور عبدالله الخرماني على طرحها ودعم الأستاذ غازي العباسي وجمعية علوم العمران لها.