تقدم الهندسة المعمارية و إبداعاتها يأتي من خلال عوامل واختراعات و اكتشافات كثيرة؛ مبنى القصر البلوري (زجاج وحديد) في انجلترا كان نتاج الثورة الصناعية الأولى وتلاها برج إيفل واستخدام الحديد بكل جرأة وتقدم تكنولوجي وتقني ما أثر على شكل العمارة والعمران في هذه الفترات.
والآن و مع بداية القرن الحالي 21 نحن في خضم الثورة الصناعية الرابعة والتي نتجت عن تواصل في المعلومات و دمج كل التقنيات بشكل يمحوا الخطوط الفاصلة بين المجالات الفيزيائية والرقمية والبيولوجية وابتكار فكرة الطباعة ثلاثية الأبعاد، فضلاً على الذكاء الصناعي و أدارة و التعرف على محتويات الأمكنة التي نمارس فيها حياتنا من خلال الانترنت وشبكات الواي فاي، كما يجب عدم إغفال نتائج أبحاث الهندسة الوراثية وظهور الاقتصاد الجديد من خلال العملات الافتراضية.
واليوم في إكسبو دبي 2020 نري العديد من الأبنية والأجنحة التي جعلت من الاستدامة مبدأ استراتيجي للتصميم وأعقبه استخدام مواد معاد و يمكن إعادة تدويرها في المستقبل للحفاظ على بيئة صحية تحفظ وترشد الموارد الرئيسة الطبيعية.
هنا يمكن الإشارة إلى المواد الكربونية الصلبة التي استخدمت في بناء البوابات الرئيسة للإكسبو ذات ارتفاعات عملاقة تتحمل قوة الرياح مع استخدام تشكيلات هندسية ورسومات عربية في تكوين وتصميم البوابات.
نحن أمام تقدم مذهل يصعب على العقل البشري استيعابه في المستقبل القريب يراعي الاكتشافات العلمية لابتكار مواد قادرة على صناعة مستقبل أساسه المعلومات يركز على الاستدامة في جميع نواحي الحياة.
السؤال الذي يطرح نفسه كيف سيكون شكل خواص مواد البناء و تأثيرها على عمارة وعمران المدين لتساهم في صناعة العقول في المستقبل؟
أنها البدايات التي تدفعنا نحو المستقبل بسرعات غير مسبوقة، مستقبل بدأت ملامحه في التشكل.
وسوف نواصل في الأعداد القادمة هذا الموضوع الذي تتجلى كل خصائصه في مباني المستقبل.
*متخصص في التصميم والنقد المعماري