العقاريون.. ورسم جماليات المدن
عبدالعزيز العيسى
لم يعد الحديث عن تحسين المشهد البصري شيئًا من الأماني المترفة التي كنا نحسبها بعيدة المنال، ولكنها الآن أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة المدنية الحديثة التي لا تقبل العشوائية، ولا تمنح الصدفة طريقًا ترسم تخطيطها الذي إن أصاب مرةً، فسيخطئ عشرات المرات، لأن نجاح الصدف لا يتكرر ولا يستمر، وسيكون هشًا أمام المتغيرات والمفاجآت.
لذلك بذلت الجهات المختصة جهودًا جبارة ومُقدرة في إيجاد تشريعات وأنظمة تحمي الإنسان من الصدمات التي تسببها التشوهات والتلوث البصري الذي نراه بين الفينة والأخرى في الطرقات والجدران والمباني والأسواق ولوحات المحال التجارية والإعلانات العقارية، وغيرها من الملوثات العمرانية؛ وهنا لابد من الإشادة بعزم وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان في استئصال كل ما يؤذي العين البشرية التي تفتحت على الجمال والأناقة، لذلك تسعى بكل جد في تحسين المشهد البصري بدرجات كبيرة جدًا تتماشى الكريمة بالاستفادة من جميع الإمكانيات التي تتمتع بها المملكة، على سبيل المثال لا الحصر؛ تم وضع أسس مهنية للوحات المضيئة والإعلانات العقارية، وكيفية التعامل والتخلص من مخلفات مواد البناء، وتشجير الطرقات والشوارع، وغيرها من المظاهر الإيجابية التي تعزز المشهد البصري.
وفي المقابل، يجب على العقاريين والمقاولين أن لا ينسوا دورهم الرائد في تجميل المدن والقرى والأحياء السكنية، وذلك بوضع راحة العين وتوفير السلامة ضمن خططهم في إنشاء وتطوير المخططات السكنية، وذلك بتوحيد التصميم الخارجي للمساكن والطرقات والجسور والانفاق في الطريق الواحد، ولنا ثقة كبيرة في القطاع العقاري بوضع بصمته البارزة في كل مدينة، ولعل المجال فيه حيز معتبر للخيال والإبداع في كيفية الحد من التشوهات، ورسم صورة عقارية زاهية في مداخل المدن وضواحيها مستمدة من روح كل منطقة وثقافتها وتاريخها وحضارتها.
تحسين المشهد البصري للمدن مسؤولية الجميع، ولن تكتمل لوحته إلا بتكامل الجهود الرسمية والأهلية، وخاصة أن التطوع في المبادرات المجتمعية أصبح من أهم سمات تحضر المجتمعات الراقية، نتمنى أن تطلق الجهات المختصة جائزة أفضل حي سكني يطبق أسس ولوائح المدن الجميلة.