الخرسانة المضيئة
هشام القاسم
المتوقع أنه بحلول عام 2050، سيؤدي الاستهلاك السريع للمواد الخام إلى ترك العالم بدون ما يكفي من الرمل والحديد والاسمنت لبناء الخرسانة، مما أدى إلى ارتفاع تكلفة البناء، بزيادة تتراوح بين 5٪ و11٪ عن العام الماضي.
صناعة البناء هي المسؤولة عن 23٪ من تلوث الهواء، و50٪ من التغير المناخي، و40٪ من تلوث مياه الشرب، و50٪ من نفايات مكبات النفايات.
الإنسان هو الأكثر تضررًا كاستجابة للتحديات العالمية مثل تغير المناخ والتمييز والضعف المادي، طور المصممون من جميع أنحاء العالم مواد بناء مبتكرة تضع رفاهية الإنسان في المقام الأول في المشاريع الحضرية والعمارة والداخلية.
ليس من المستغرب أن التصميم أصبح مساهماً أساسياً في عمليات تطوير المواد.
ومع ذلك، شهد العقد الماضي تركيزًا غير مسبوق على رفاهية الإنسان، سواء كانت جسدية أو عاطفية أو عقلية، والتي أصبحت نقطة انطلاق لتطوير مواد البناء.
الاسمنت / الخرسانة الباعثة للضوء من أكثر مواد البناء شمولاً خلال العقد الماضي. إلى جانب قدرتها على إضاءة الطرق السريعة والطرق وممرات الدراجات في الليل دون استخدام الكهرباء، مما يضمن سلامة المشاة، يمكن للمواد المبتكرة أيضًا تعويض الأداء البيئي السيئ للمادة.
في الآونة الأخيرة، تطور طلاب الهندسة الجامعيين في الجامعة الأمريكية بالقاهرة خرسانة شبيهة بالإضاءة الحيوية وذلك عن طريق التعديل في البنية المجهرية للأسمنت لإزالة البلورات عن طريق دمجها مع الماء، تتحول إلى شكل هلامي، وتمتص أشعة الشمس، تبعث طاقتها في الليل كأشعة ضوئية “لتقليل الكمية الهائلة من الطاقة المستخدمة في إضاءة الطرق السريعة ولافتات الشوارع اللازمة لركوب آمن”. لطالما اعتبرت الخرسانة المتوهجة في الظلام حلاً مهمًا لتأثير صناعة البناء على أزمة المناخ.
*معماري وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
@ArchHesham