يوم التأسيس.. رحلة 3 قرون من البناء والتنمية
تحتفل المملكة العربية السعودية الأربعاء القادم الموافق 22 فبراير الجاري بذكرى «يوم التأسيس»، تحت شعار «يوم بدينا»، الذي يصادف ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، قبل 3 قرون، على يد الإمام محمد بن سعود، الذي أسس كياناً سياسياً يحقق الوحدة والاستقرار والازدهار، وفي هذا اليوم أصبحت الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى، ليأتي احتفال يوم التأسيس السعودي 2023 في ظل قيادة حكيمة تعمل على تعزيز الانتماء الوطني وتفتح الآفاق نحو الإبداع ومواكبة العصر بتطوراته.
أهداف يوم التأسيس
ويأتي الاحتفاء بهذه الذكرى للمرة الثانية، بعد أن أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمرًا ملكيًا في يناير 2022 يقضي باعتبار 22 فبراير من كل عام يومًا للتأسيس، ليتم الاحتفاء بهذه المناسبة لأول مرة وسط احتفالات وفعاليات تعم المملكة وتؤكد على الجذور التاريخية للبلاد.
وتتمثل أهداف يوم التأسيس في الاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية، وبالارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم، وبما إرساؤه من الوحدة والاستقرار والأمن، وبصمود الدولة السعودية الأولى والدفاع عنها أمام الأعداء، والاعتزاز باستمرارها واستعادتها لقوة جذورها وقادتها، وبالوحدة الوطنية للمملكة العربية السعودية التي أرساها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وبإنجازات الملوك أبناء الملك عبدالعزيز في تعزيز البناء والوحدة.
يعد يوم التأسيس استذكاراً لامتداد الدولة السعودية من ثلاثة قرون، وإبرازاَ للعمق التاريخي والحضاري لها، واحتفاءً بالإرث الثقافي المتنوع، ووفاءً لمن أسهم في خدمة الوطن من الأئمة والملوك والمواطنين.
تأسيس الدولة الأولى
تولى الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية في النصف الثاني من عام 1139هـ، وتم تحديد 30 جمادى الثاني 1139هـ الموافق ليوم 22 فبراير 1727م ليكون تاريخاً لتأسيس الدولة السعودية الأولى.
واستمرت الدولة السعودية الأولى إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها «الدرعية»، وأصبحت عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي، وتحتضن على ترابها معالم أثرية، إضافة إلى أن النظام المالي للدولة وصف بأنه من الأنظمة المتميزة من حيث الموازنة بين الموارد والمصروفات.
وقد هاجر كثير من العلماء إلى «الدرعية» لتلقي التعليم والتأليف الذي كان سائدًا وقتها.
استطاع الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود أن يسترد الرياض ويؤسس للدولة السعودية الثانية عام 1240هـ» 1824م بعد سبع سنوات من العمل والكفاح، والتف الناس حوله وحول الأسرة المالكة من جديد.
وتمكن الإمام تركي من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية في مدة قصيرة مستمرًا على المنهج الذي قامت عليه الدولة السعودية الأولى وهو حفظ الأمن والتعليم والعدل والقضاء على الفرقة والتناحر، وظلت الدولة تحكم المنطقة حتى عام 1309هــ 1891م.
بدء صفحة جديدة
وبعد فراغ سياسي في وسط شبه الجزيرة العربية استمر قرابة عشر سنوات، تمكن الملك عبدالعزيز آل سعود في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ (الخامس عشر من يناير 1902م) من إعادة تأسيس الدولة السعودية الثالثة بعد أن استرد مدينة الرياض ليبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي، ويضع لبنة من لبنات الوحدة والاستقرار والنماء.
وفي السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م أعلن الملك عبدالعزيز توحيد المملكة العربية السعودية.