أعلنت شركة “البحر الأحمر الدولية”، الشركة المطورة لأكثر المشاريع السياحية المتجددة طموحاً في العالم وجهتي “البحر الأحمر” و”أمالا”؛ موافقتها على تنفيذ مشروع تجريبي بالتعاون مع شركة “بارتانا” العالمية لتركيب بلاط رصف مصنوع من الخرسانة القائمة على الكربون السالب في مشتل البحر الأحمر.
وتعد “بارتانا” الشركة المصنّعة لأول خرسانة قائمة على الكربون السالب في العالم، والتي لا تقتصر أهميتها على تفادي إطلاق الانبعاثات الكربونية فحسب، وإنما تعمل كذلك على امتصاصها بشكل فاعل من الغلاف الجوي، كما وافقت “البحر الأحمر الدولية” ضمن إطار مشروعها التجريبي مع “بارتانا”، على تصنيع دفعة أولى تضم 11,000 بلاطة رصف مصنوعة من الخرسانة القائمة على الكربون السالب، وتسليمها وتركيبها.
وسيتم تركيب هذه الدفعة الأولى من بلاط الرصف في مشتل البحر الأحمر التابع لــ “البحر الأحمر الدولية”، وهو المشتل الزراعي الأكبر في المنطقة بمساحة إجمالية تبلغ مليون متر مربع، والذي من المقرر أن يوفر أكثر من 30 مليون شتلة بحلول عام 2030 لتزويد وجهتي “البحر الأحمر” و”أمالا” بالمناظر الطبيعية اللازمة.
وأوضح الرئيس التنفيذي لـ “البحر الأحمر الدولية” جون باغانو بأن الشركة ملتزمة بزيادة قيمة التنوع البيولوجي في وجهاتها بنسبة 30% عبر العمل على تحقيق مبدأ الحياد الكربوني عند تشغيلها بطاقتها الكاملة، مما يمكن التقنيات الخضراء مثل الخرسانة القائمة على الكربون السالب أن تلعب دوراً محورياً في تحقيق هذه الأهداف الطموحة.
بدوره قال الشريك المؤسس لشركة “بارتانا” العالمية ريك فوكس: “إننا متفائلون إلى حد كبير بما يمكن أن تحققه شركتي “البحر الأحمر الدولية” و”بارتانا” معاً، وأن الجميع يطمح للريادة في تقديم الحلول التقنية الرائدة لصناعة تطوير الشعب المرجانية على مستوى العالم والتي بإمكانها أن تضع معياراً جديداً لتعزيز البيئات البحرية.
يذكر أن الاتفاقية ستفتح الأفق أمام المزيد من المشاريع التجريبية المستقبلية، بما في ذلك إمكانية توفير الخرسانة القائمة على الكربون السالب لاستخدامها في برامج ترميم الشعب المرجانية. ومع استخدام المحلول الملحي المعاد تدويره في تصنيع الخرسانة، يمكن لهذا الحل المبتكر من “بارتانا” أن يكون أكثر ملاءمة للاستخدام تحت الماء من الخرسانة التقليدية، وربما يكون أكثر صلابة أيضًا.
وتتميز خرسانة “بارتانا” بصلابتها وتعدد استخداماتها وقابليتها للتطوير كالإسمنت التقليدي تمامًا. كما أن استخدامها للمحلول الملحي كعنصر أساسي في تصنيعها يعود بفوائد فريدة على الشرق الأوسط، حيث يمكن لمحطات تحلية المياه جني المزيد من المياه العذبة لكل لتر معالج وتزويد شركة “بارتانا” بالباقي.
ومنذ انطلاقتها، تبنت “البحر الأحمر الدولية” تقنيات التطوير والبناء المستدام في كل خطوة بدءاً من التصنيع خارج مواقع مشاريعها ونقل ما تم تصنيعه لاحقاً لمواقعها، وترميد النفايات غير القابلة لإعادة التدوير ومن ثم استخدام الرماد في صنع الطوب. ونتيجة لذلك أصبحت وجهة “البحر الأحمر” أول مشروع عقاري في الشرق الأوسط يحصل على شهادة LEED البلاتينية، وهي أعلى مستوى من الشهادات من مجلس المباني الخضراء في الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن تستقبل وجهة “البحر الأحمر” طلائع زوارها هذا العام مع افتتاح منتجعاتها السياحية الثلاثة الأوَل، والمطار الدولي. وسيتم تشغيل الوجهة باستخدام مصادر الطاقة المتجددة على نحو كامل منذ افتتاحها. كما تم الانتهاء من تطوير الخمس محطات للطاقة الشمسية للمرحلة الأولى بنسبة 98.6% مع تركيب أكثر من 750 ألف لوح شمسي بالفعل.