مقالات أملاك.. مقالات عقارية
الاحتراق الوظيفي يدمر الإنتاجية
د. مؤنس شجاع
كثيرا ما يرد إلى مسامعنا مصطلح الاحتراق الوظيفي “Occupational burnout” ويعرف أيضاً بالاحتراق النفسي المهني كما يطلق عليه علمياً وبحسب موسوعة ويكيبيديا “هو مرض وظيفي نفسي يعرف بمجموعة من الأعراض والمتغيرات السلوكية المهنية وقد يتطور في بعض الحالات إلى تغيرات في التكوين الجسدي والوظيفي والكيمياء الحيوية “.
ولعل البحث الذي قامت به شركة مكانزي بالربع الاول من العام الحالي والذي شمل عدد أربعة آلاف موظف من أربعة دول خليجية وهي السعودية والإمارات والكويت وقطر والذي أظهر حسب الدراسة أن واحداً من كل ثلاثة موظفين يعاني من الاحتراق الوظيفي اي ثلث الموظفين وهي تعتبر اعلى من المعدل العالمي وهو واحد من كل أربعة موظفين اي ربع الموظفين بالعادة!
وتظهر أعراض الاحتراق الوظيفي بصورته الأولية على شكل حالة من التعب والإحباط وانخفاض الإنتاجية مع فقدان تدريجي للطاقة عدم تحقيق الأهداف ونمو السلبية الشخصية مع زملاء العمل والعملاء.
الأسباب
تلعب بيئة العمل الغير صحية دور البطولة في هذا الجانب كونها تساعد وتذكي نيران الاحتراق الوظيفي لعل أهمها عدم وضوح المهام المناطة بالموظفين وتداخل الصلاحيات وعدم وجود هيكلة إدارية حقيقة بالإضافة إلى ساعات العمل الطويلة وضغط المهام والعمل الرتيب المفتقد الى الحوافز بالإضافة إلى التنازع بين الحياة الأسرية والحياة المهنية.
البيئة المثالية للعمل هي الحل
طرح العلاج النفسي السلوكي عدة حلول وعلاجات للأفراد لتجنب الاحتراق الوظيفي كأخذ إجازة أو الحصول على دعم نفسي وممارسة الرياضة أو حتى تغيير الوظيفة وما إلى ذلك!
وبرأيي أن وجود بيئة عمل صحية وعادلة وواضحة المهام والتسلسل الإداري الحقيقي ووجود مرونة وتبادل المعلومات والآراء بالإضافة إلى وضوح المسار المهني وتكافؤ الفرص بين الموظفين والأجور المناسبة مقارنة بالجهد المبذول ؛ فإذا ما كانت الإدارة العليا للمنشأة تسعى إلى تحقيق مثل هذه البيئة الصحية المثالية فإن من نتائجها التقليل بصورة كبيرة من هذه المشكلة التي باتت واضحة في كثير من الشركات والإدارات حسب ما جاء في دراسة مكانزي .